
تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم، وسط احتدام الخلاف السياسي حول طرح وزير الداخلية حلّ جمعية “رسالات” وسحب الترخيص منها، على خلفية ما اعتُبر تجاوزًا في فعالية “صخرة الروشة”. وبين إصرار رئيس الحكومة نواف سلام على المضي في البند حتى النهاية، وسعي رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى احتواء التوتر ومنع الانقسام داخل الحكومة، تُرسم ملامح جلسة مشحونة سياسيًا، قد تتجاوز حدود النقاش الإداري إلى اختبار فعلي لتماسك الحكومة وقدرتها على معالجة الملفات الخلافية من دون انفجار داخلي أو ارتدادات في الشارع.
وفي هذا السياق، علمت صحيفة “نداء الوطن” أن الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية لم توصل إلى أي مخرج لمسألة طرح حلّ “جمعية رسالات” في مجلس الوزراء، وما زاد الأمور تعقيدًا هو تصعيد نواب “حزب الله”، وسط إصرار سلام على طرح هذا البند والذهاب به حتى النهاية. والمعلوم أن حلّ الجمعية يحتاج إلى أكثرية النصف زائدًا واحدًا في حال وصل الأمر إلى التصويت، وهذه الأكثرية مؤمنة من وزراء سلام والقوى السيادية، في حين لم يُعرف ماذا سيكون موقف وزراء رئيس الجمهورية، الذي سيعمل على تبريد الأجواء ومنع حصول صدام ومحاولة الوصول إلى تسوية مرضية.
وليس فقط رئيس الحكومة نواف سلام من يترقّب جلسة مجلس الوزراء اليوم، كما صرّح، بل إنّ اللبنانيين عمومًا يترقبون ما ستؤول اليه هذه الجلسة. وتعوّل أوساط معنية على دور سيلعبه رئيس الجمهورية خلال الجلسة لسحب فتيل التوتر وطي ملف صخرة الروشة، في الاتجاه الذي يحافظ على انسجام الحكومة وتماسكها.
وقالت هذه الأوساط لـ”الجمهورية”، إنّ رئيس الحكومة إذا لم يتجاوب مع ما سيطرحه رئيس الجمهورية وأصرّ على إصدار قرار بسحب الترخيص من جمعية “رسالات”، فقد يؤدي ذلك إلى انقسام او توتر داخل الحكومة قد ينعكس حراكًا في الشارع ضدّها.
وتتوقع المصادر صعوبة التوصل الى مخارج للتهدئة بدل التصعيد ما لم تتخذ في الجلسة قرارات غير صارمة او غير حادة. ولكنها أكدت أن رئيس الجمهورية سيحاول احتواء أي خلاف او انقسام في الجلسة كما هي العادة، ووضع الأمور في نصابها القضائي والإداري القائم، حرصًا على تماسك الحد الأدنى للوضع الحكومي.
الى ذلك رأت المصادر لـ”اللواء” أنّ العمل جارٍ على الا تكون جلسة مجلس الوزراء جلسة التباينات جرّاء مناقشة ملف احتفالية الروشة من خلال البندين المدرجين على جدول الأعمال وقالت إن هناك توجهًا لحفظ هيبة الدولة من خلال الإجراءات التي تتخذ.
“رسالات” تتحدّى
وإمعانًا في التحدي، دعت “رسالات” إلى المشاركة في “الفعالية التضامنية” والتي ستقام الساعة الثانية والنصف بعد ظهر اليوم في الغبيري، أي بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.
الدعوة صيغت بأسلوب التحدي ومما جاء فيها: “رفضًا لمنطق تقويض الحريات، والتعسف وازدواجية استخدام القوانين والكيل بمكيالين، رسالات مستمرة ونشاطها سيزداد فعالية في قادم الأيام، فمَن يستمد قوته من الدماء والتضحيات ومن قادة عظام رسموا خريطة هذا الوطن، لا يمكن أن يتراجع.