
قال الطبيب النفسي الأميركي مارك ترافرز (دكتوراه من جامعتي كورنيل وكولورادو، ومتخصص في ديناميات العلاقات) إن نبرة الصوت هي العامل الأبرز والأكثر شيوعاً وراء الشجارات الزوجية، موضحاً لشبكة «سي إن بي سي»: «عندما يسألني الناس عمّا يفجّر الخلافات، يتوقعون المال أو الجنس أو تربية الأبناء… لكن بعد سنوات من البحث، ومن واقع تجربتي، أجد الإجابة أبسط بكثير: نبرة الصوت». وأضاف: «طريقة حديث الشريكين قد تكون أهم من مضمون الكلام؛ تبدّل طفيف في النبرة قادر على إشعال شجار عنيف».
وأشار ترافرز إلى أن الأبحاث تدعم هذا الطرح؛ فجزءٌ صغير فقط من الرسالة يصله المستمع عبر الكلمات الفعلية، بينما يأتي الباقي عبر التعبيرات غير اللفظية كملامح الوجه ولغة الجسد، وخصوصاً النبرة. ويشرح: «في جدالٍ مع شخصٍ نحبّه، تحمل النبرة ثِقلاً عاطفياً هائلاً؛ قد توحي الحِدّة باللامبالاة، ويُفهم الحزنُ كاتهام، وتُقرأ السخريةُ كازدراء… وغالباً لا نتذكر العبارات حرفياً، بل كيف بدا الصوت وكيف أثّر فينا».
وعن الحلّ العملي، ينصح ترافرز بـضبط النفس فوراً: إذا لاحظ أحد الزوجين أن صوته خرج أشدّ حدّة مما قصد، فليتوقّف قليلاً ويعتذر بصدق: «لا تحتاج لدراما؛ فقط تحمّل المسؤولية بدل التظاهر بأن شيئاً لم يحدث». فهذه الاستجابة تُظهر وعياً ذاتياً وتُطفئ الخلاف قبل أن يتفاقم، مشدداً على أهمية التحلّي بـشجاعة تعيد الحوار إلى مساره الهادئ.