
تشهد مدينة بيروت مؤشرات واضحة على عودة الحياة إلى طبيعتها، في ظل ازدهارٍ نوّه به كثيرون على المستويين الرسمي والشعبي. فمع تسارع وتيرة إزالة المخالفات عن الطرقات وتنظيم الأماكن العامة، بدأت ملامح العاصمة تستعيد شيئاً من رونقها القديم.
ويأتي هذا في وقت تستعد فيه المدينة لإعادة فتح “أسواق بيروت” رسمياً بعد سنوات من الإغلاق، في خطوة منتظرة تعيد نبض الحركة التجارية والسياحية إلى قلب العاصمة.
كذلك، كان للقرارات الحكومية الأخيرة، ولا سيما تلك التي وضعت حدّاً لاستغلال المعالم السياحية لأغراض حزبية، دور محوري في تحسين صورة بيروت وتعزيز الأمل بمرحلة جديدة أكثر انتظاماً وجاذبية.
أسواق بيروت تعود إلى الحياة
وفي التفاصيل، تنظم “أسواق بيروت” احتفالاً رسمياً مميزاً بمناسبة إعادة انطلاقها، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، لتؤكد مكانتها كوجهة رائدة في قلب العاصمة، وذلك بعد استقطابها لعدد كبير من العلامات العالمية والحصرية، لتصبح أحد أبرز معالمها الاقتصادية والسياحية والترفيهية.
يأتي هذا الحدث ليجسّد صورة بيروت الصامدة والمتمسكة بالحياة، حيث ستتحول “الأسواق” خلال أيام الاحتفالات إلى مساحة مليئة بالأنشطة المتنوعة التي تجمع بين الثقافة والفن والترفيه، من خلال عروض وفقرات فنية واستعراضات، إلى جانب فعاليات عائلية تُعيد التأكيد على دورها كمركز جامع يلتقي فيه البُعد التجاري مع البُعد الاجتماعي والثقافي والعائلي ويعزز مكانتها في قلب وسطها.
ومن المتوقع أن يشهد الحدث حضوراً واسعاً لشخصيات رسمية وديبلوماسية واجتماعية وإعلامية بارزة، في أجواء من الفرح والاحتفاء بعودة الحياة إلى قلب بيروت.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لأسواق بيروت أديب النقيب:
“هذا الحدث يجسّد إيماننا بقدرة بيروت على النهوض والتجدّد، وترسيخ مكانتها كعاصمة للحياة والتجارة والثقافة والسياحة. ونأمل أن يشكّل انطلاقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تبقى أسواق بيروت الوجهة الأولى للجميع للتسوق والترفية والتمتّع بأجود المطاعم والمقاهي”.
عبود: العاصمة في ورشة كبرى ولن تعرفوها بعد سنة
في سياق متصل، أكد محافظ بيروت القاضي مروان عبود في حديث إلى “الأنباء” أن حال بيروت “أفضل بكثير وحتى أفضل مما كانت عليه قبل أزمة العام 2019 الاقتصادية والمالية”. وأضاف: “نحن ماضون في تحسين بيروت وبعد سنة من الآن، لن تعودوا تعرفونها. العاصمة في ورشة كبرى، ونحن كلنا يداً بيد من محافظة وبلدية وقطاع أهلي، نعمل من أجل العاصمة وأهلها».
وكما أكد المحافظ عبود أنّ الإنارة أمر أساسي لحفظ الأمن وتوفير الإنماء الاقتصادي وطمأنة الناس لخروجهم من بيوتهم.
وأضاف: “ما من شارع سيظل مظلما، وما نفعله تباعاً في الأحياء هو ربط مولداتها بشبكة كهرباء الدولة لتأمين الإضاءة، ونحن قادرون على أن نمون على أصحاب هذه المولدات لإنارة الشوارع العامة طالما أنهم في المقابل يستخدمون الأملاك العامة، ونحن بطبيعة الحال ما كنا قادرين أن ننتظر أكثر ريثما تصطلح الكهرباء التي توفرها الدولة”.
كما تحدث المحافظ عبود عن “مشروع إنارة الكورنيش البحري في بيروت وتأهيل الجسور وإصلاح الإشارات الضوئية وإزالة التعديات والمخالفات على الأرصفة وتزفيت الشوارع وتأهيل المنطقة الواقعة تحت جسر الكولا، فضلاً عن تأهيل حديقة المفتي الشهيد حسن خالد بعد الانتهاء أخيراً من تأهيل حديقة السيوفي”.