
كتبت سينتيا سركيس في موقع Mtv:
لبنان سيكون Next، هذا ما تُجمعُ عليه التحليلات السياسية، التي تلتقي على أن إسرائيل ستركّز على الجبهة اللبنانية بعد انتهائها من جبهة غزة، والتي قد تكون وشيكة جدا، ونتكلم هنا عن أسابيع قليلة أو ربما أيام قد تفصلنا عن تفجّر الاوضاع.
يصف المحلل السياسي جوني منيّر ما يُنقل عن لسان المسؤولين الأميركيين وفي طليعتهم ما صدر أخيرا عن المبعوث الاميركي توم برّاك بـ”غير المطمئن”، إذ من الواضح والمعلوم ان القرار بنزع سلاح “حزب الله” مُتخذ بأي طريقة كانت. ويضيف: “قد يكون الهدف من هذا الكلام هو التهديد والضغط أكثر، إلا أنه من المؤكد أن نتنياهو الذي لم يقبل بترك الساحة لـ”حماس” في غزة، لن يقبل بذلك مع “حزب الله”.
ومن هذا المنطلق، يرى منيّر، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن “الأجواء الإيجابية في غزة، إنما هي نذير سلبي للبنان، لأن انتهاء الحرب هناك سيساعد نتنياهو على التفرغ للملف اللبناني من أجل التخلص نهائيا من نفوذ حزب الله”، مشيرا إلى انه في الاساس “لا تزال أبواب الحرب مشرّعة في لبنان ولم يتم إغلاقها من الأساس، والدليل الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف والطيران الإسرائيلي الذي لا يترك اجواءنا، وكلّ ما تقدّم ليس فقط من أجل استنزاف قدرات الحزب، لكنها أيضا مؤشّر على أن إسرائيل جاهزة لفتح معركة متى وجدت ضرورة لذلك”.
إلا ان الحرب هذه المرة ستكون مختلفة، فبحسب منيّر، “لن تكتفي إسرائيل في حربها الجديدة بالضربات الجوية، بل قد تلجأ إلى تكتيكٍ مختلف، من خلال توغّل أوسع وإنزالات قد تنفّذها وهذا ما تتلاقى عليه المعلومات والقراءة السياسية والعسكرية للواقع على الارض، إذ ان هناك مستودعات أسلحة تضم ما تبقى لدى الحزب من صواريخ باليستية وأسلحة نوعية لا يمكن التخلص منها من خلال الغارات، بل تحتاج إلى تدخّل من نوع آخر، من المرجح أن يكون عبر إنزالات، أو تقدّم برّي، قد يصل هذه المرة إلى نهر الليطاني”.
ويكشف منيّر عن معلومات تفيد بأن حزب الله أيضا يستعدّ للمواجهة المرتقبة مع إسرائيل، وهو خيار واضح وضعه على الطاولة، في وقت تتحضر إسرائيل أيضا لإعادة توجيه قوتها العسكرية من غزة باتجاه الجبهة اللبنانية، كما أن الإسرائيليين طلبوا من الأميركيين الضغط على الرئيس السوري احمد الشرع في ما يخص قاعدة مروحيات في منطقة سورية محاذية للبقاع الشمالي، ما يعتبر مؤشرا أيضا إلى النيات الإسرائيلية.
يُنقل عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف أن إسرائيل ستشنّ حربًا على لبنان خلال الشهرين المقبلين، وقد نكون فعلا أمام بركانٍ إسرائيلي للتخلص نهائيا من حزب الله… بركانٍ سيزلزلُ ما تبقّى لدى الحزب، وسيعيد رسمَ الكثير لبنانيا وإقليميا… وذلك كله من ضمن الشرق الاوسط الجديد الذي باتت ملامحه واضحة!