سلايدات

ترامب يعترف: لا يمكن لإسرائيل محاربة العالم

كتبت مرلين وهبة في الجمهورية:

في ذروة إعلان المرحلة الأولى من «خطة ترامب» لوقف الحرب في غزة، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبارة غير مسبوقة: «قلتُ لبيبي: إسرائيل لا يمكنها أن تحارب العالم».

هذا الاعتراف، الذي جاء في سياق ترويج البيت الأبيض لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ليس مجرّد توصيفٍ لحظةٍ سياسية، بل إقرار بحدود القوّة حين تنعزل ديبلوماسياً.

 

زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة لتوقيع المرحلة الأولى، تمنح الاتفاق زخماً ورمزية سياسية. يُريد البيت الأبيض تحويله إلى إنجازٍ يُستثمر داخلياً، لكنّه يُدرك هشاشته من دون شبكة دعم عربية وإسلامية وأوروبية، لذلك انخرطت عواصم عدّة في تثبيت التنفيذ والتمويل وإعادة الإعمار.

 

الإنعكاسات الإقليمية أوسع من غزشة. عبارة «لا يمكنكم محاربة العالم» تحمل رسالة لنتنياهو بأنّ استدامة الحرب تُقابل بتصلّبٍ دولي وبانكشافٍ اقتصادي وسياسي. لذلك، إذا صمدت التهدئة، سنرى تبريداً منظّماً على الجبهات المتصلة بغزة، خصوصاً في لبنان وسوريا، لكن من غير أوهامٍ حول «سلامٍ فوري».

 

فعلياً، وعلى رغم من وقف النار في غزة، تتواصل الضربات المتبادلة على الجبهة الشمالية، ما يعني أنّ أيّ خرقٍ كبير في غزة قد يُشعل الأطراف سريعاً.

 

أين لبنان؟

 

مصدر ديبلوماسي رفيع يكشف لـ»الجمهورية»، أنّ لبنان يقف أمام مفترقَين: إمّا تثبيت التهدئة على الحدود الجنوبية ضمن رزمة تفاوضية تُقارب الانتشار، بالإضافة إلى «مناطق عازلة واقعية» وتبادل ضمانات برعاية دولية، وإمّا انزلاقٌ إلى جولة أعنف، إذا تهاوت ترتيبات غزة أو فُسِّرت كـ«هزيمة مُقنّعة» لأي طرف… فيما المؤشرات الأولى تُرجّح مسار اختبارٍ طويل لا «حرباً خاطفة»، لأنّ قرار توسيع المواجهة صار أعلى كلفة على إسرائيل بعد تراكم الضغوط الغربية والعربية، وعلى محور المقاومة بعد تداخل الحسابات الإقليمية.

أمّا إيران، فتبنّيها خطاب «الترحيب الحذر» يَشي بأنّها ستراقب التنفيذ قبل حسم التموضع، وستغتنم تهدئةً تمنحها رصيداً سياسياً وإنسانياً مرحلياً، أو تعطيلاً يعيد التصعيد بطرقٍ غير مباشرة عبر الأذرع. إلّا أنّ تقارير بحثية غربية ترجّح استمرار «الاختبارات» المنخفضة الشدّة في انتظار اتضاح مستقبل نزع السلاح وترتيبات الحُكم في غزة.

 

بالعودة إلى خلاصة ترامب، لا شك أنّ اعترافه لـ«بيبي» يختصر لحظة فارقة – لا غالب عسكرياً بلا غطاءٍ دولي.

 

أمّا «اتفاق غزة»، فقد لا يكون نهاية الحرب، لكنّه بداية مفاوضةٍ كبرى على قواعد الاشتباك في الإقليم. للبنان، النافذة مفتوحة لتسويةٍ متدرّجة إذا حُصّن المسار الغزّاوي بضمانات تنفيذية وبكلفة سياسية مقبولة لجميع اللاعبين؛ أمّا البديل فهو إدارة هدنةٍ متوترة على حافة الاشتعال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى