سلايدات

مرحلة عاصفة و”الاستسلام” هو الهدف: المارينز مجدداً في بيروت؟

كتب منير الربيع في المدن:

في الكواليس السياسية، يجري التداول بفكرة مطروحة لدى الإدارة الأميركية وتتمثل بإمكان إرسال جنود من قوات المارينز إلى لبنان للإشراف على مراحل تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وحصر السلاح بيد الدولة. هي فكرة مستمدة من الإدارة الأميركية لاتفاق غزة حيث سيشرف حوالى 200 جندي أميركي على آلية التطبيق. ليست الفكرة حديثة، بل يتجدد طرحها لا سيما بعد تحديد مهلة زمنية لانتهاء عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وإلى جانب الأميركيين، جهاتٌ أوروبية عديدة تفكر في الأمر نفسه، أي أن تكون لها قوات عسكرية في جنوب لبنان، ولو لم تتم تسميتها بالقوة متعددة الجنسيات.

“التعويض” بالحرب على لبنان

في أي حال، يبقى كل ذلك مؤجلاً في انتظار اتضاح تبلور مسار الحلّ على الساحة اللبنانية، وسط تضارب في القراءات والمعلومات حول المرحلة المقبلة وكيفية تعاطي الإسرائيليين معها إذا نجح الاتفاق في غزة وتم تثبيت وقف إطلاق النار. والمخاوف تتنامى لبنانياً من احتمال لجوء إسرائيل إلى التعويض بفتح حرب جديدة على الساحة اللبنانية، من دون إغفال مخاوف أخرى من احتمال حصول تصعيد إسرائيلي- إيراني، على الرغم من كشف وزير خارجية إيران عباس عراقجي عما تبلغته طهران من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نقلاً عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن تل أبيب غير معنية بأي حرب جديدة مع إيران. 

خياران |أمام طهران

سيكون الأمر إذاً مرتبطاً بمسار التفاوض الإيراني- الأميركي. وقد كشف عراقجي أيضاً عن دخول وسطاء على خط التواصل بين واشنطن وطهران، فيما تكشف مصادر ديبلوماسية عن التحضير لعقد جولة مفاوضات مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين في نهاية الشهر الجاري في سلطنة عمان. من هنا، سيستمر الضغط الأميركي والإسرائيلي على إيران، مع التلويح باللجوء إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف في داخل إيران. فواشنطن تضع طهران بين خيارين، بحسب المعلومات الديبلوماسية: إما أن تتعرض لضربة عسكرية كبرى تتضمن إسقاط النظام، وإما القبول بالشروط المفروضة، والتي أصبحت معروفة، وهي وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، والتخلي عن برنامج الصواريخ البالستية، ووقف دعم كل حلفائها في المنطقة ودفعهم إلى التخلي عن أسلحتهم. 

إعادة نشر شاملة للقوات على الحدود

تركز إسرائيل في هذه المرحلة على البحث في السيناريوهات الممكنة على جبهتها الشمالية مع لبنان. وتشرع قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بإعداد تصورات لكيفية التعامل مع كل الاحتمالات، بما في ذلك إعادة نشر قوات عسكرية على امتداد الحدود، ونشر قوات من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان وسوريا. وتتهم إسرائيل حزب الله بأنه لا يزال يعمل على إعادة بناء قواته وقدراته العسكرية.

شحنة الصواريخ المهرَّبة إلى الحزب

في هذا السياق، جاء خبر إعلان وزارة الداخلية السورية عن توقيف شحنة صواريخ يتم تهريبها من منطقة القصير. وبحسب المعلومات، إن هذه الصواريخ هي من نوع كورنيت أي فئة الصواريخ الموجهة المتوسطة المدى، وهي السلاح الأبرز الذي كان يستخدمه حزب الله في مواجهاته ضد إسرائيل. وذلك يتقاطع مع مواقف مسؤولي الحزب الذين يؤكدون أنه استعاد جهوزيته تحسباً لاندلاع أي مواجهة جديدة. 

أيام عصيبة آتية

وفق القراءة الديبلوماسية، ستكون الأيام المقبلة عصيبة جداً، ليس بالضرورة على المستوى العسكري، بل على مستوى الانتظار السياسي وحجم الضغوط التي ستتزايد لدفع لبنان إلى ما تريده واشنطن وتل أبيب، وهو التفاوض المباشر مع نية مسبقة بالاستسلام. وجانب من هذه الضغوط تؤشر إليه ضربة المصيلح، التي هي بمثابة استهداف واضح ومباشر لأي محاولة إعادة إعمار في الجنوب. وهذا المسار يمكن أن يتفاعل ويتصاعد بضربات متدرجة، مع احتمال اللجوء إلى فرض المزيد من العقوبات على شخصيات أو مؤسسات، والغاية من ذلك واضحة، وهي فرض الشروط ودفع لبنان إلى الالتزام بها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى