
الغارات الإسرائيلية الاكثر قوة وعنفاً منذ ٢٧ تشرين الثاني والتي كانت أملاك اللبنانيين وأرزاقهم في المصيلح هدفاً لها فجر السبت، دفعت لبنان الرسمي الى الاستنفار وطرح الصوت. امس، طلب رئيس الحكومة نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي.
أما السبت، فأصدر رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بيانا عالي السقف قال فيه “مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية. بلا حجة ولا حتى ذريعة. لكنّ خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها، على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة. وهو ما يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل. كما السؤال عن أنه طالما تمّ توريط لبنان في حرب غزة، تحت شعار إسناد مُطلقيها، أفليس من أبسط المنطق والحق الآن، إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصاً بعدما أجمع الأطراف كافة على تأييدها”؟! كما شدد على أن “مسؤوليتنا عن شعب لبنان كله وأرضه كلها، تفرض علينا طرح هذه التحديات، لا مجرد التنديد الواجب بعدوان سافر”.
التحرك نحو المجتمع الدولي جيد، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية”، والشكوى لمجلس الامن جيدة ايضا، لكن باتت نتائج هذه الخطوات معروفة وهي نتائج “محدودة” طالما لبنان، في نظر المجتمع الدولي هذا، لم يفِ بكل التزاماته بموجب اتفاق وقف النار. الرئيس عون ألمح أو نبه من احتمال أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد اشعال حرب جديدة على لبنان للتعويض عن حرب غزة، داعياً العالم الى كبح جماحه. لكن ماذا لو لم يفعل، تسأل المصادر. ماذا لو أُعطي نتنياهو ضوءا اخضر اميركيا لتكثيف ضرباته على لبنان لانهاء حزب الله “العسكري”؟ أليس هناك ما يمكن للدولة اللبنانية ان تقوم به لابعاد هذا السيناريو الأسود وانقاذ شعبها منه؟
بلى هناك، تجيب المصادر. هناك ما هو أجدى من استجداء الخارج وبعض الداخل “لإسناد لبنان بنموذج هدنة غزة” كما فعلت حماس. ما يمكن – او يجب – على الدولة ان تفعله هو ابلاغ حزب الله ان الفرصة المعطاة له للتجاوب مع قرارات ٥ و٧ آب الحكومية انتهت وان عليه تطبيقها الان. بأسلوب حاسم جدا، على رئيسي الجمهورية والحكومة نقل هذه الرسالة الى الحزب والشروع فوراً في مسار حصر السلاح، فنُظهرَ للمجتمع الدولي اننا جادون في التنفيذ وبالتالي نسحب كل الذرائع من إسرائيل لمهاجمة الحزب ولبنان وارزاق اللبنانيين. اما كل ما هو دون ذلك، فلا فائدة منه، تختم المصادر.