سلايدات

لبنان في دائرة الضوء: واشنطن ترسم ملامح ما بعد غزة

تتكثَّف التحركات الأميركية بعد اتفاق غزّة، مع تزايد الحديث عن توسيع مسار السلام ليشمل لبنان وسوريا. وفيما يشهد الجنوب تصعيدًا إسرائيليًا متواصلًا، تبرز ضغوط دولية على بيروت لبحث ملف سلاح “حزب الله”، ما يضع لبنان أمام مرحلة سياسية حساسة بعد الحرب على غزّة.

في هذا السياق، أعلن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية مسعد بولس، أنَّ “محادثات السلام في المنطقة قد تتوسَّع لتشمل سوريا ولبنان”.

وكانت صحيفة “نداء الوطن” قد عَلِمَت أنّ دولًا أوروبية وغربية أبلغت عددًا من المنظمات المدنية العاملة في لبنان بضرورة توخِّي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة، وعدم التنقُّل إلّا للضرورات القصوى، واقتصار عملها في لبنان على المهام الأساسية، وتجنُّب الذهاب إلى مناطق الجنوب والبقاع ومحيط الضاحية الجنوبية.
وأتت هذه التطورات فيما كان رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يبحثان في لقاء جمعهما في بعبدا وضع الجنوب والقصف الإسرائيلي المستمر ووضع لبنان بعد اتفاق غزّة، وفق معلومات “نداء الوطن”.
وأضافت المعلومات أنَّ البحث بين الرئيسَيْن تناول بشكل أساسي مسألة التفاوض مع إسرائيل. وبعدما طرح الرئيس عون سابقًا تجربة التفاوض على الحدود البرية، ركَّز الرئيس بري على تفعيل عمل “الميكانيزم”، خصوصًا أنّها تضمُّ جميع الأطراف المعنية بهذا الملف. وجرى التشاور بين عون وبري، وتمَّ الاتفاق على إبقاء خطوط التواصل مفتوحةً قبل تبنّي أي شكل من أشكال التفاوض، خصوصًا أنّه يجب معرفة رأي إسرائيل وأميركا في هذا المجال.

ولفتت مصادر سياسية عبر “نداء الوطن” إلى أنّ كلام الرئيس برّي عن “علاقة ممتازة” مع رئيس الجمهورية موجَّه أيضًا إلى الرئيس نواف سلام، في محاولة لإظهار أنَّ الأخير على مسافة أبعد من رئيس الجمهورية ممّا هي المسافة بين عين التينة وبعبدا.

في المقابل، رأى المبعوث الأميركي توم باراك أنَّ “خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعًا مستقبليًا، تمثل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل، ويجب أن يكون نزع سلاح “حزب الله” الخطوة الثانية”.
ونبَّه باراك من أنّه “إذا لم تتحرَّك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لـ”حزب الله” حتمًا مواجهةً كبرى مع إسرائيل، في لحظة قوة إسرائيل وضعف دعم إيران للحزب”.
وخلص إلى القول: “يصل السفير الأميركي الجديد إلى لبنان، ميشال عيسى، الشهر المقبل لمساعدة بيروت على اجتياز هذه الملفات المعقدة بثبات. الآن هو وقت لبنان للعمل”. وتساءلت أوساط سياسية عمَّا إذا كانت تغريدته الطويلة تمهيدًا لتنحّيه عن الملف لمصلحة السفير الجديد ميشال عيسى، أو رسالة تنبيه لا تقبل التأويل.

وقرأت مصادر سياسية بارزة وثيقة الصلة بالموقف الأميركي أبعاد ما صرَّح به باراك، وقالت لـ”نداء الوطن” في هذا الصدد: “إنّه حراك استراتيجي، ويأتي كلام باراك ضمن هذا الإطار. فهو قال بوضوح إنّه في حال لم تُقْدِم الدولة اللبنانية على خطواتٍ لنزع سلاح “حزب الله”، فسيُترك الأمر لإسرائيل، ما سينعكس تداعيات على الملف اللبناني. أهمية الموقف الذي أعلنه باراك تكمن في توقيته، وهو الأول من نوعه بعد قمّة شرم الشيخ ومبادرة رئيس الجمهورية في اتجاه المفاوضات وحلّ المشاكل العالقة بين لبنان وإسرائيل”.
وأضافت المصادر: “نتحدث عن دخول أميركي متجدّد على الخط، للقول إنّ الملف التالي هو لبنان. فلا يظنَّنَّ أحد أنَّ هذا الملف منسي أو على الرفّ الأميركي. بالعكس، ستكون الخطوة التالية في لبنان بعد غزّة. هذا تحذير قبل العاصفة، كي يأخذ لبنان بالاعتبار أنَّ تلافيها سيكون بنزع سلاح حزب الله، وإلّا فسيكون لبنان في قلب العاصفة”.
وخلصت المصادر إلى القول: “استراتيجيًا، بدأ موضوع سلاح “الحزب” يتحرَّك من الباب الأميركي بعد قمّة شرم الشيخ، بدعوة بيروت إلى المبادرة، لأنَّه من الواضح أنَّ “حزب الله” ليس في وارد التخلي عن مشروعه المسلّح”.

في المقابل، كشفت معلومات موثوقة لصحيفة “الجمهورية” عن رغبة أميركية في إعادة تحريك المسار السياسي على جبهة لبنان، لبلوغ حلٍّ أو اتفاقٍ أو تفاهمٍ يتوازى مع الإنجاز الأميركي في غزّة، يُمهَّد له بوقفٍ لإطلاق النار لمدة 60 يومًا.
وأشارت المعلومات إلى أنَّ ورقة توم باراك تشكِّل الأساس لذلك.
وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنَّ الأميركيين كانوا مرتاحين للتجاوب اللبناني مع طرحهم المتجدّد بإطلاق مسار الحلّ السياسي، إلّا أنّ هذا الطرح لم يُعَمِّر طويلًا، إذ سرعان ما خمدت حماسته، حتى لا نقول إنّه تمّ التراجع عنه بشكل نهائي، بعدما اصطدم بالرفض الإسرائيلي، ما أعاد الأمور إلى المربَّع الأول، وأبقى الوضع في دائرة التصعيد الذي تمارسه إسرائيل.
أمّا الطرح اللبناني حول المفاوضات غير المباشرة، فلم يَعُدْ قائمًا، أقلَّه في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى