
في تطور يوصف بأنه الأبرز منذ توقيع اتفاقات إبراهيم، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، عن موافقتها على إنشاء فرع لشركة “كونتروب للتقنيات الدقيقة” (Controp Precision Technologies Ltd) في دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في مجال التعاون الأمني والتقني بين تل أبيب وأبوظبي.
ووفقاً للقرار الحكومي، سيحمل الفرع الجديد اسم Controp (UAE) Limited، وسيعمل ضمن منطقة التجارة الحرة في أبوظبي (ADGM)، على أن يكون مملوكاً بالكامل للشركة الإسرائيلية الأم. وستشمل أنشطة الشركة الجديدة مجالات التسويق والمبيعات والصيانة والدعم الفني، مع إمكانية التوسّع لاحقاً نحو الإنتاج المحلي لأنظمة المراقبة الكهروضوئية المتقدمة التي تطوّرها الشركة في إسرائيل.
وأشار البيان إلى أن الاستثمار المبدئي في المشروع يبلغ نحو 30 مليون دولار، سيتم تمويله من رأس مال الشركة إلى جانب قروض داخلية، فيما سيُعيَّن مدير عام إسرائيلي على رأس الفرع الجديد لضمان الإشراف المباشر على العمليات.
وأكدت وزارة الأمن الإسرائيلية أن المشروع خضع لمراجعة شاملة من قبل “المسؤول عن الأمن في جهاز الأمن”، مشيرة إلى أنه تم وضع آليات رقابة صارمة لمنع تسرب أي معلومات أمنية حساسة إلى أطراف أجنبية، مع ضمان فصل تام بين أنظمة المعلومات في إسرائيل وتلك التي ستُستخدم داخل الإمارات.
وجاء في مذكرة تفسير القرار أن هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية التوسع الدولي للشركة، الهادفة إلى تعزيز حضور الصناعات الأمنية الإسرائيلية في منطقة الخليج بعد توقيع اتفاقات إبراهيم عام 2020. وتشير الوثيقة إلى أن الإمارات تشهد طلباً متزايداً على أنظمة المراقبة والحماية البحرية والجوية، في ظل سعي مؤسسات أمنية واقتصادية محلية للحصول على تكنولوجيا إسرائيلية متقدمة.
وأوضح البيان أن وجود الشركة في أبوظبي سيؤدي إلى تحسين جودة الخدمات المقدّمة، وتقليص فترات التسليم، وتعزيز الثقة مع العملاء المحليين، مع الالتزام الكامل بقوانين الرقابة على الصادرات الأمنية الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تُستكمل إجراءات التسجيل الرسمي للشركة لدى السلطات الإماراتية خلال الأسابيع المقبلة، على أن يُدرج القرار الحكومي ضمن وثائق التأسيس الرسمية.
ونقل موقع i24NEWS عن مصدر حكومي مشارك في المشروع قوله:
“إن هذه الخطوة تمثل تعزيزاً جديداً للعلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين إسرائيل والإمارات، مع الحفاظ الكامل على المصالح الأمنية للدولة العبرية.”
تُعد هذه المبادرة، بحسب مراقبين، سابقة في العلاقات الأمنية بين تل أبيب وأبوظبي، إذ تُكرّس التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية والتقنيات الحساسة، بعدما كانت مقتصرة سابقاً على قطاعات مدنية واقتصادية.




