
يخطو “حزب العمال الكردستاني” خطوات كبيرة من أجل إنجاح مسار المصالحة، وحلّ المشكلة الكردية، إذ أعلن عن بدء سحب مقاتليه الموجودين داخل تركيا، إلى شمال العراق.
هذا المسار انطلق مع دعوة زعيم “حزب الحركة القومية”، دولت باهتشلي، في الـ22 من تشرين الأول من العام الماضي، زعيم “الكردستاني” المعتقل، عبد الله أوجالان، إلى حلّ الحزب وتسليم السلاح، وهو ما وافق عليه هذا الأخير.
وفي أعقاب حلّ الحزب نفسه في أيار الماضي، وبدء تسليم السلاح رمزيّاً في مدينة السليمانية في تموز، تشكَّلت لجنة برلمانية من كل الأحزاب لبحث المسألة الكردية، ولإعداد مشاريع قوانين تتضمّن تلبية المطالب الكردية، في حين أن الأكراد يقولون إن مسار اللجنة يتّسم بالبطء، خصوصاً أن الحكومة لم تتّخذ أيّ خطوات من جانبها.
بالفعل، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، خطوات “الكردستاني” تبدو حتى الساعة أحادية الجانب، ولم تقابل بعد بأي اجراءات تركية. فالعمالي الكردستاني، دعا مجددًا وبالتزامن مع بدء سحب مقاتليه من تركيا، إلى عدم التأخّر في إقرار التشريعات السياسية والقانونية الضرورية، وطالب ايضا المسؤولين الأتراك بتشريعات خاصة بـ”الكردستاني”، وليس عفواً عاماً، داعياً الدولة إلى تحمُّل مسؤولياتها وإطلاق سراح أوجالان، لأن “حلّ القضية الكردية في ظل وجوده في السجن، مستحيل”.
تعقيبا على الانسحاب الكردي، قال وزير العدل التركي، يلماز تونتش “إنّنا أقرب من أيّ وقت مضى إلى حلم تركيا خالية من الإرهاب”، مضيفاً أن “عملية بناء القرن التركي تتسارع بقيادة زعيمنا القوي رجب طيب إردوغان”.
وسط هذه الاجواء، تتابع المصادر، يفترض ان يزور اليوم وفد “حزب الديموقراطية والمساواة للشعوب” الكردي، إردوغان في أنقرة، علماً أن اللقاء مع رئيس الجمهورية هو الثالث، ويُتوقّع أن يتشكّل وفد من اللجنة البرلمانية الخاصة بدرس الحلّ للذهاب إلى أوجالان والاستماع إليه.
ووفق المصادر، حل ملف حزب العمال الكردستاني في تركيا، يفترض ان ينعكس ايجابا ايضا على ملف “قسد” الكردية في سوريا وعلاقتها مع دمشق وانقرة، بما ينسجم مع قرار حل الميليشيات من جهة وتصفير المشاكل من جهة ثانية، ويلاقي مشروع التسوية والتهدئة الاتي الى المنطقة، بدفع اميركي – خليجي – عربي، تختم المصادر.




