سلايدات

بيع الأراضي في الجنوب مقدمة لـ”ترانسفير منظّم” وإقامة المنطقة العازلة؟

كتبت جوانا فرحات في المركزية:

على مدى اليومين الماضيين جرى التداول بتقرير عن وجود “شركة استيطانية إسرائيلية تحمل إسم “أوري تسافون” تقوم بعرض أراض وعقارات للبيع وتدعو المستثمرين إلى التوجه شمالاً وفق خريطة تضم بلدات جنوبية من منطقة جنوبي الليطاني أطلقت عليها أسماء عبرية مع أسعار تبدأ من حوالى 300 ألف شيكل لكل قطعة أرض أي حوالى 80 ألف دولار ووصفت الأراضي بأنها “مستقبل مستوطنات جديدة”.

البلدات الموجودة على الخريطة تمتد من مصب نهر الليطاني شمالاً حتى كفركلا وتشمل بلدات البقاع الغربي وحاصبيا ومزارع شبعا، إضافة إلى أربع مدن رئيسية هي صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا”.

ما ورد في التقرير لا يحتاج إلى أي تفسير كونه ورد بأسلوب مباشر وبغض النظر عن محاولة تفسير البعض بأن ما ورد فيه “هو مجرد إعلان يهدف إلى استفزاز اللبنانيين وتحديدا أبناء هذه القرى والبلدات وغالبيتهم من الطائفة الشيعية وأنه لا توجد عمليات قانونية أو معتمدة حتى الآن”،  إلا أن اللافت والأكثر استفزازاً بالنسبة إلى الرأي العام اللبناني أنه لم يصدر نفي أو توضيح من قبل الدولة اللبنانية وإن كانت تعتبر التقرير مجرد “إعلان استفزازي”.

وعملاً بالمثل الشعبي القائل “لا دخان من دون نار” كان لا بدّ من القفز فوق كل أساليب التعمية ولفلفة ما يحاك لتغيير خارطة لبنان من جنوبه مرورا بالحدود الشمالية والبقاع الغربي ليتبين أن الدخان ناتج عن خطة تهدف إلى زرع فتيل وإشعاله في لحظة ما لابتلاع أراضٍ من الجنوب اللبناني وتحويله ما بدأ يُعرف بالمنطقة العازلة.

في التفاصيل، كما يوضحها الكاتب والمحلل الجيوسياسي الدكتور جورج أبوصعب “أن الكلام قريب جدا من الواقع لكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو أين الدولة اللبنانية من كل ما يحصل؟ لكن قبل مناقشة الشق المتعلق بدور الدولة لا بد من العودة إلى ما سبق وتكلمنا عنه حول وجود مخطط لتهجير الجنوبيين الذين انخرطوا في بيئة حزب الله والذي ينتمون إلى الحزب”.

إذاً الكلام ليس مجرد تهويل أو شائعات،يضيف أبو صعب و”هو أمر وارد و يسير وفق مخطط مدروس وسوف يتم تنفيذه وفقا لسيناريو من ثلاث نقاط يبدأ بتصعيد عسكري في الجنوب والبقاع وصولاً إلى الضاحية الجنوبية وأتمنى أن لا تشمل الضربات المرافق الحيوية ومنها مطار بيروت، لأن السيناريو لم يعد يقتصر على حزب الله إنما بات موجهاً أيضا إلى الدولة اللبنانية التي أظهرت تقاعساً في عملية جمع سلاح حزب الله وفقدت ثقتها لدى المجتمع الدولي وحتى العربي والخليجي. ويتوقع أن يبدأ تنفيذ هذا السيناريو العسكري منذ الآن وحتى موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في 30 تشرين الثاني الجاري وتستمر حتى الثالث من 2 كانون الأول بهدف الضغط بالحد الأقصى على الدولة اللبنانية وليس الحزب وحسب.

التصعيد المالي إنطلاقاً من مالية الحزب وغسل الأموال والقرض الحسن وذلك من خلال فرض عقوبات على لبنان. والنقطة الأخيرة تتمثل بتهجير السكان من الجنوب من خلال بيع العقارات وعرضها بأسعار خيالية. وهذا المشروع يتم على مراحل من خلال سماسرة ووكلاء عقاريين .أصحاب الأرض قد يكونون على علم بما يدور من صفقات على حساب أرضهم، يوضح أبو صعب، “لكنهم يتظاهرون بعكس ذلك بهدف الإستفادة من المبلغ الطروح.  وثمة من هو مطّلع على كامل تفاصيل عمليات بيع الأراضي لكنهم في قرارة أنفسهم يفضلون جني مبالغ مالية للعودة لاحقا وشراء المنزل والأرض التي باعوها ذات يوم “.

العقارات معروضة للبيع على مستثمرين ورجال أعمال لبنانيين لكن وراءهم مجموعات من أشخاص إسرائيليين. التوجهات عديدة والموضوع معقد. والسؤال الأبرز أين الدولة من كل ما يحصل؟ ولماذا تواظب على تضليل الرأي العام المحلي والدولي في ما خص التقارير عن عملية جمع سلاح حزب الله، أنها تعمم عبر بيانات رسمية أن الجيش اللبناني أنهى عملية سحب السلاح من جنوبي الليطاني في حين يصر حزب الله على لسان أمينه العام نعيم قاسم ونواب ووزراء الحزب في الحكومة أن الحزب لا يريد تسليم سلاحه، حتى أن قاسم حاول إبرام صفقة مع إسرائيل تقوم على التعهد بعدم توجيه صواريخ إلى مستوطنات الشمال مقابل عدم تسليم الحزب السلاح.

ويتابع أبو صعب ” الجيش اللبناني الذي يقر بتسلمه مخازن أسلحة الحزب بنسبة 80 في المئة من جنوب الليطاني إنما يقف على مستودعات ذخيرة تحت الأرض . هذا عدا عن العمليات التي تقتل يوميا مسؤولين في حزب الله.. فإما أن تكون الدولة قادرة فعلا على سحب سلاح الحزب أو لا تكون. والمؤسف أنها باتت مكشوفة أمام الرأي العام الدولي الذي فقد ثقته بكل ما يصدر عنها من تقارير تتعلق بعملية سحب سلاح الحزب لأنه يلمس بأم العين ما يجري على أرض الواقع والأهم لأن الحزب نفسه يصرّح بأنه لا يريد تسليم السلاح”.

واستكمالاً لمخطط بيع الأراضي في المناطق الشيعية يؤكد أبو صعب “أن هناك عملية “ترانسفير منظمة” لأبناء الطائفة الشيعية وتحديدا المنتمين لحزب الله أو المناصرين له والذين شاركوا في الحرب الأخيرة مع إسرائيل.على أن يصار إلى تحويل البلدات والقرى الواردة أسماؤها على الخريطة في التقرير إلى منطقة عازلة وتتضمن مشاريع إنمائية واقتصادية تساهم في تشغيل اليد العاملة الشيعية الذين بقوا في أرضهم وبرواتب عالية. وهذه مقدمة لمشروع التطبيع بطريقة غير مباشرة. والمطلوب من الدولة في هذه الحال القيام باتصالات مع دول القرار الكبرى  للضغط على إسرائيل بهدف إيقاف هذا المشروع ”

ويختم”نحن أمام لحظة مصيرية وحقيقة غير قابلة للتمييع فإما أن تثبت الدولة اللبنانية أنها قادرة على بسط سيادتها على كامل التراب اللبناني أو على الدولة السلام “.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى