
كتب معروف الداعوق في اللواء:
تزامن قيام اسرائيل باغتيال رئيس اركان حزب الله هيثم طبطبائي، مع تفاعل السجال الداخلي حول عملية نزع سلاح الحزب بموجب قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص بعد رفض الحزب لهذا القرار، واحتدام النقاش حول طرح رئيس الجمهورية لمبادرة اجراء مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، لانهاء احتلال القوات الاسرائيلية للتلال الخمس جنوباً، ووقف الاعتداءات المتواصلة على لبنان، وحل المشاكل والخلافات العالقة بينهما على الحدود.
أظهرت جريمة قيام اسرائيل باغتيال طبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بالرغم من كل الاحتياطات المتخذة لحمايته، بطلان الذرائع التي يتمسك بها الحزب للاحتفاظ بسلاحه، باعتباره ورقة قوة يجب الاحتفاظ بها للدفاع عن لبنان بمواجهة اسرائيل التي ما تزال تحتل اراض لبنانية، ورفضه الموافقة على قرار الدولة حصر السلاح بيد الدولة وحدها، بعد عجزه المطلق عن تأمين حماية قياديِّيه البارزين وكوادره، من الاستهداف الاسرائيلي المتواصل منذ الاتفاق على وقف اطلاق النار قبل عام، وفي الوقت نفسه اضعفت موقفه تجاه الدولة وقللت من قدرته على الاستمرار بموقفه الرافض الانصياع لقرار الدولة بتسليم سلاحه للدولة.
وفي المقابل، رتَّب اغتيال الطبطبائي على الحكومة اللبنانية، ضغوطا مزدوجة اضافية، اولها الاستمرار بتنفيذ قرار حصر السلاح بيدها،بالرغم من كل الصعوبات والضغوط القائمة، بوتيرة سريعة وضمن التعهدات المقطوعة في البيان الوزاري وخطاب القسم، لتأكيد جديّة الحكومة في تنفيذ التزاماتها داخليا امام الشعب اللبناني بعد سلسلة من التشكيك والتشاؤم، ورفض الحزب التجاوب والانصياع لقرار نزع السلاح، وثانيا، التأكيد للخارج بإصرار الحكومة على نزع كل السلاح غير الشرعي من لبنان، وتشديدها على بسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، ولقطع الطريق امام كل المشككين بصدقية الدولة بتنفيذ قراراتها، واسقاط الذرائع الاسرائيلية للاستمرار بالاعتداء على لبنان بحجة احتفاظ الحزب بسلاحه، ورفضه المطلق لنزعه.
ليس هذا فحسب، لأن تداعيات ومؤثرات اغتيال الطبطبائي، تجاوزت ممارسة الضغط على الحكومة وتنفيذ خطتها لنزع السلاح من حزب الله، لتؤكد رفض الدولة العبرية، لأي محاولة لاعادة حزب الله تنظيم نفسه عسكرياً والنهوض من جديد، كما كان في السابق، تحت اي عنوان او ذريعة ما، بالرغم من كل الدعم والمساعدات الايرانية بهذا الخصوص، واستباق اي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع لبنان قد تنظم بضغط من الإدارة الأميركية في القربب العاجل، لفرض شروط ومطالب اسرائيل تحت نيران وقوة الجيش الاسرائيلي، وليس استنادا لاعتراضات الحزب من المفاوضات ورغبات النظام الايراني منه.




