
في سلسلة مواقف أطلقها البطريرك بشارة الراعي ل”جدل” عبر LBCI، تناول البطريرك ملفات لبنانية وإقليمية دقيقة، مؤكداً تمسكه بمشروع حياد لبنان وداعياً إلى معالجة الملفات السيادية والأمنية والاجتماعية، وإلى دعم الاستقرار والسلام في لبنان وسوريا.
شدّد الراعي على أن لبنان بطبيعته بلد حيادي، موضحًا أن هذا المبدأ “ليس مطلبًا شخصياً” بل هو حاجة وطنية تتطلب اعترافًا دوليًا واضحًا. واعتبر أن الحياد لا يختصر بالوقوف موقف المتفرج، بل يتطلّب من لبنان أن يؤدي دورًا فاعلًا في الحوار الإقليمي والدولي. وأعلن: “سأصرّ على الحياد في رسالتي إلى البابا لاوون”، مؤكدًا أهمية تثبيت هذا المبدأ كمدخل إلى الاستقرار.
وفي سياق الحديث عن زيارة البابا المرتقبة، رأى الراعي أنها ستكون زيارة تاريخية “إذا فعلاً ترجم ما سيقوله”، لافتاً إلى أن اللبنانيين اليوم “بأمسّ الحاجة إلى السلام” ويقع عليهم واجب العمل من أجله. وكشف أنه سيتوجّه برسالة إلى البابا بعد الزيارة، مشيراً إلى أنه سبق أن وجّه رسائل مماثلة إلى البابا بندكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس في محطات مختلفة.
وفي الملف السوري، أعرب الراعي عن قلقه من استمرار هجرة المسيحيين من سوريا رغم التطمينات، موضحًا أن “الخوف موجود” وأن المسؤولية تقع على الأطراف الفاعلة لانتزاع المخاوف المتعلقة بالمصير. وحيا الرئيس أحمد الشرع، داعيًا إياه إلى مواصلة جهوده في “نزع الخوف من صدور السوريين حيال تقرير المصير”.
وعن مسألة السلاح في لبنان، قال الراعي بوضوح إن “نزع السلاح قرار لا رجوع عنه”، مشددًا على أن الأمر يتطلب قراراً سيادياً لا يمكن أن يكون “كوني فكانت”. ودعا الدولة إلى معالجة ملف الخروج الإسرائيلي من الجنوب كاستحقاق لا بد منه.
وأشار إلى أن على الحكومة الطلب من المجتمع الدولي التمديد للقوات الدولية لأنها “لم نصل بعد إلى السلام”، معتبرًا أن وجود قوات الطوارئ الدولية عنصر أساسي في حفظ الاستقرار.
وفي موقف لافت، قال الراعي إن “التفاوض المباشر مع إسرائيل أمر ضروريّ من أجل السلام”، مؤكدًا أنه لا يقصد بذلك التطبيع، بل السعي إلى حلول تضمن الاستقرار وترسّخ الحق اللبناني.
وتوقف الراعي عند الدور الإيراني في لبنان، قائلاً: “يجب أن يقال لإيران لماذا هذا التدخل بلبنان ولماذا التضحية بشبابه”، مشددًا على أن الحوار مع طهران لا يستطيع القيام به سوى الولايات المتحدة. وتوجه إلى حزب الله بالقول: “أنتم لبنانيون وحرام الشباب يموتوا هيك”.
أما في الشق الأميركي، فاعتبر الراعي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “رجل قرار”، متمنيًا أن يكون أيضاً “رجل سلام” وأن تنتفذ قراراته، وطلب منه “الصبر على اللبنانيين بعض الشيء”.
وكشف البطريرك أنه لم يعلم سبب إلغاء زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة، قائلاً: “أكيد انزعجت من ذلك… وعلى مين عم نتّكل بهالموضوع؟ أكيد على أميركا”، مضيفًا أن إيران “ترسل السلاح والمال للحزب”.
وفي الشأن السياسي الداخلي، دعا الراعي رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وضع قانون الانتخاب على جدول أعمال المجلس النيابي، مؤكدًا أن على النواب التصويت عليه، ومشيرًا إلى أنه يستطيع الاتصال ببري “من أجل ذلك”. وأكد أن إصلاح النظام الانتخابي يشكل مدخلًا أساسياً لمعالجة أزمات لبنان السياسية.




