
في رسالته التي وجهها الى البابا قبل وصوله الى بيروت، قال حزب الله “إننا في حزب الله ننتهز فرصة زيارتكم الميمونة إلى بلدنا لبنان.. لنؤكد، من جهتنا، تمسّكنا بالعيش الواحد المشترك، وبالديمقراطية التوافقية، وبالحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وبحرصنا على السيادة الوطنية وحمايتها، بالوقوف مع جيشنا وشعبنا لمواجهة أيّ عدوان أو احتلال لأرضنا وبلدنا”. اضاف “انّنا نلتزم بحقنا المشروع في رفض التدخل الأجنبي، الذي يريد فرض وصايته على بلدنا وشعبنا، ومصادرة قراره الوطني وصلاحيات سلطاته الدستورية، وإذا كانت عقيدتنا تؤكد أنّ أنصار يسوع المسيح عيسى بن مريم، هم رسلُ محبةٍ وحفظِ حقوقٍ واحترامٍ للإنسان، فإننا نعوّل على مواقف قداستكم في رفض الظلم والعدوان، اللذين يتعرَض لهما وطننا لبنان على أيدي الصهاينة الغزاة وداعميهم”.
أظهرت المواقف التي أطلقها الحبر الاعظم في لبنان منذ لحظة وصوله الى بيروت عصر الاحد، كم انه بعيد عن الزواريب التي حاول حزب الله جره اليها. فبحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية”، تعاطى حزب الله مع الزيارة كما يتعاطى مع الزيارات السياسية الدبلوماسية العادية التي يشهدها لبنان والتي ارتفعت وتيرتها في الايام الماضية، وأراد اقحام البابا في مسائل الصراع مع إسرائيل والحق في المقاومة ورفض التدخلات الاجنبية… اي انه اعتبر البابا كأي موفد من الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان.
والحال، ان الحزب كان يخشى ان يكون البابا، الذي وضع “طوبى لفاعلي السلام” شعارا لزيارته، في صدد مطالبة لبنان بالذهاب نحو سلام مع إسرائيل.
لكن الحزب مع الاسف، لا يعرف ان البابا والفاتيكان، نظرتهما للقضايا اللبنانية والعالمية، أعمق وأكبر من هذه الحسابات والمتاهات الفئوية. وها هي الرسائل التي أطلقها من لبنان والتي أتت شاملة مبدئية وجدانية موحِّدة، تشكل أكبر رد على سطحية الحزب..
ويبقى الامل ان تكون كلماته وجدت آذانا صاغية لديه، تختم المصادر.




