سلايدات

مصر تسعى لتوفير ضمانات للحزب ليسلم سلاحه وتجنيب لبنان الحرب

كتب يوسف فارس في المركزية:

 لاتزال مفاعيل زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للبنان موضع اهتمام نظرا لدقة الرسالة التي حملها من اجل إيجاد حل لمسألة السلاح غير الشرعي ،لافتا الى ان المهلة لذلك شارفت على نهايتها ولبنان يقترب من مرحلة سقوط سريع مع نهاية العام الجاري ،وبعدها لا ضمانات لاي استقرار خصوصا مع بقاء بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الاسرائيلية . فسياسة التفاوض البطيء وشراء الوقت لم تعد قابلة للصرف دوليا والأخطر انها لم تعد مقبولة عربيا . هذه المعطيات تتقاطع مع تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي هدد صراحة بقوله اذا لم يتخل حزب الله عن سلاحه حتى نهاية العام سنعمل بقوة مرة أخرى في لبنان .
رسالة عبد العاطي للبنان حملت تحذيرا مماثلا مفاده اذا لم يعلن لبنان رسميا ومعه حزب الله قبل نهاية العام الاستعداد للانخراط في مسار نزع السلاح ضمن جدول زمني لا يتعدى ثلاثة اشهر، فإن إسرائيل ستخوض حربا جديدة بلا رادع دولي . هذا التحذير المنقول عن دوائر دولية معنية يعكس قناعة راسخة بأن هامش المناورة يضيق . وان لبنان يقف امام مفترق حاسم اما تفكيك سريع ومنظم لسلاح الحزب بحماية عربية ودولية او مواجهة مفتوحة قد تكون الأشد منذ عقود . لذا تشدد الرسائل الدولية الأخيرة على ان الوقت ينفذ والخيارات تضيق وما يطلب من الدولة اللبنانية ليس اعلان نوايا بل اتخاذ قرارات تاريخية اكان على المستوى السيادي ام على صعيد الإصلاحات المالية ومكافحة تبييض الأموال .
النائب السابق علي درويش يقول لـ “المركزية” في السياق : لاشك في ان مصر دولة كبيرة جدا لها تأثيرها في المنطقة وعلى المستوين العربي والدولي . الترجمة لذلك نجدها من خلال حراك سفيرها باتجاه المسؤولين ام ضمن اللجنة الخماسية . القاهرة تدرك جيدا ان التسوية قادمة وستشمل لبنان على قاعدة تطبيق اتفاق النار وتعديله او عبر لجنة “الميكانيزم” المشرفة على وقف الاعمال العدائية التي انخرط فيها لبنان كإطار تفاوضي  . الوقت بات داهما امام بيروت للالتحاق بالمسار الجديد الذي بدأ في قمة شرم الشيخ . البديل عن ذلك عملية عسكرية تروج لها إسرائيل لنزع سلاح حزب الله .السلطة اللبنانية تعمل على احتواء الموضوع من خلال المساعي السلمية التي يقوم بها رئيس الجمهورية مع حزب الله وهي حققت تقدما رغم تمسك الحزب بالحصول على ضمانات عربية وغربية لتسليم سلاحه. هنا النقطة المفصلية غير المتوفرة حتى الساعة لتسليم الحزب سلاحه والتي تسعى مصر لايجادها . قد يكون لمصر الدور الفاعل والاكبر في الوصول الى ذلك . تل ابيب ومعها واشنطن تستعجلان الامر وتتحدثان عن مهل زمنية والا . المخيف ان الحرب او الاعتداءات هذه المرة ستكون مدمرة اكثر لبيئة الحزب وللمؤسسات الرسمية التي من شأنها تهديد بينية الدولة وهيكلها . الامر يستدعي ولا شك تعزيز قدرة الجيش اللبناني بالعتاد والعديد لتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي جنوب الليطاني وشماله . المشكلة تبقى في الصلف الاسرائيليي المتمادي الطامح لاخضاع المنطقة بأسرها لشروطه بالقوة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى