أثار كلام وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، موجة من الجدل السياسي، بعدما كشف عن تحذيرات قالت جهات عربية ودولية إنها وصلت إلى لبنان، تفيد بأن إسرائيل تُحضّر لعملية عسكرية واسعة ضد الأراضي اللبنانية.
وأطلق مواقف لافتة تناول فيها العلاقة مع حزب الله وإيران، معتبرًا أنّ سلاح الحزب لم يثبت فعاليته لا في إسناد غزة ولا في الدفاع عن لبنان. وأوضح أنّ الدولة اللبنانية تجري حوارًا مع الحزب في محاولة لإقناعه بتسليم سلاحه، إلا أنّه يرفض ذلك حتى الآن.
وفي سياق متصل، وصف رجي الدور الإيراني في لبنان والمنطقة بالسلبي جدًا، معتبرًا أنّ سياسات طهران تشكّل أحد أبرز مصادر عدم الاستقرار الإقليمي.
في المقابل، شنّ الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم هجومًا سياسيًا حادًا على تصريحات رجي، معتبرًا أنّ كلامه لا يمكن التعامل معه بجدية أو البناء عليه، كونه صادرًا عن شخصية معروفة بعدائها لحزب الله وإيران. وبرأي بيرم، فإن أي موقف سياسي يجب أن يُقيَّم انطلاقًا من موقع صاحبه وخلفيته، وفي حالة رجي تحديدًا، فإن درجة الخصومة السياسية تُسقط، برأيه، عنصر المصداقية عن هذه التصريحات.
ويؤكد بيرم أنّ كلام رجي لا يستحق أي اهتمام، سواء أكان مبنيًا على معلومات أم على تكهنات شخصية، مشيرًا إلى أنّ صدوره عن أي شخصية أخرى ربما كان سيمنحه قيمة سياسية أو تحليلية، إلا أنّه في هذه الحالة يأتي في إطار اصطفاف سياسي واضح لا أكثر.
ويرى بيرم أنّ هذه المواقف لا تهدف إلى الطمأنة ولا إلى التحذير من مخاطر محدقة، بل تصبّ في سياق افتعال مشكلة سياسية داخلية، وفتح مواجهة مع حزب الله وإيران، بما ينسجم ،بحسب تعبيره ، مع الدور الذي تحاول «القوات اللبنانية» تكريسه، باعتبارها رأس حربة في المواجهة السياسية مع هذا المحور.
ويذهب بيرم أبعد من ذلك، معتبرًا أنّ أداء وزير الخارجية منذ تولّيه مهامه لا يوحي بأنه يقوم بدور وطني جامع يراعي مصلحة لبنان العليا، بل يعكس تنفيذًا لأجندة حزبية محددة. ويستشهد في هذا الإطار بطريقة تعاطيه مع دعوة وزير الخارجية الإيراني، معتبرًا أنّ هذا السلوك يشكّل دليلًا إضافيًا على خروجه عن منطق العمل الدبلوماسي المتوازن.
ويختم بيرم بالتأكيد أنّ الوزير، حتى الآن، لم يُقدّم أي مبادرة أو خطوة تُظهر أنه يعمل انطلاقًا من موقعه كوزير خارجية لكل لبنان، بل كطرف في صراع سياسي داخلي وإقليمي.
