سلايدات

الدولة جاهزة للمرحلة الثانية من خطة نزع السلاح…

الصخب السياسي والامني والاقتصادي الذي ملأ بحر الاسبوع، تراجع في نهايته الى الحد الادنى، ويُتوقع ان يتمدد الهدوء الى ما تبقى من ايام العام 2025 بفعل دخول البلاد مدار عيدي الميلاد وراس السنة. لا اجتماعات ولا مواقف ولا حركة سياسية باستثناء زيارة رئيس حكومة ايرلندا ميخئيل مارتن لتفقد  كتيبة بلاده في القوات الدولية وبعض ارتدادات محطات الامس، لا سيما اعلان رئيس الحكومة نواف سلام في شأن الفجوة المالية ومشروع قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع الذي سيعرض على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، كما اجتماع لجنة الميكانيزم وما اعقبها من مواقف وبيانات .

ووسط ترقب لما ستفضي اليه جلسة الاثنين الحكومية في هذا الشأن، قالت مصادر سياسية لـ”المركزية” ان على السلطة السياسية رئاسة وحكومة ان توظّف فترة “السماح” الممنوحة لها اميركياً، للبحث في كيفية تطبيق المرحلة الثانية من خطة نزع سلاح حزب الله اثباتا لجديتها في تنفيذ القرارات والتعهدات الممنوحة للمجتمع الدولي. وفي موازاة انطلاق الاصلاح المالي الذي اعلن عنه الرئيس نواف سلام يجب الشروع في نزع السلاح  شمال الليطاني كما نص اتفاق وقف اطلاق النار ،لأن خلاف ذلك سيُطلق يد بنيامين نتنياهو لتسديد ضربة يتطلع اليها للتخلص من خطر سلاح الحزب. ودعت الى قراءة موقف وزير الخارجية الأميركي في شأن خطة عسكرية مُعدة بين واشنطن وتل ابيب لنزع السلاح، لافتة الى ان مؤتمر دعم الجيش الذي اعلن عنه اثر الاجتماع الرباعي في باريس من دون تحديد تاريخه هدفه دعم الجيش لنزع السلاح ليس إلا.

الدولة جاهزة: في النشاط الرسمي، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في منزله في قريطم رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل ونتائج الاجتماع الأخير لهذه اللجنة.وبعدها أكد الرئيس سلام أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وان الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، اي إلى شمال نهر الليطاني، استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة.كما شدّد سلام على ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية.

رئيس الوزراء الايرلندي: وفيما استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في بعبدا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان في حضور وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بيرقداريان في زيارة تهنئة لمناسبة الاعياد، استقبل رئيس مجلس الوزراء صباحاً في السراي، رئيس الوزراء الأيرلنديالذي وصل الى بيروت اليوم لتفقد وحدة بلاده العاملة ضمن إطار قوات اليونيفيل في الجنوب. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان ولاسيما في الجنوب ، اضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

الراعي في طرابلس: في الغضون زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مدينة طرابلس، يرافقه النائب البطريركي للشؤون القانونية والقضائية والمشرف العام على توزيع العدالة في الكنيسة المارونية المطران حنّا علوان، وذلك بدعوة من رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، لمناسبة اختتام السنة اليوبيلية التي أعلنها البابا فرنسيس، والاحتفال بيوبيل المكرّسين الذين أمضوا ما بين 25 و50 سنة في الخدمة الكهنوتية والرهبانية، تكريماً لعطائهم وتتويجاً لمسيرتهم. المحطة الأولى كانت في مطرانية الموارنة – قلاية الصليب، حيث كان في استقبال البطريرك الراعي، إلى جانب المطران سويف، لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وعدد من الشخصيات السياسية والرسمية، بينهم النواب أشرف ريفي، إيلي خوري، فيصل كرامي، طه ناجي وجميل عبود، الوزير السابق محمد الصفدي، محافظ الشمال بالإنابة القاضية إيمان الرافعي، إضافة إلى فاعليات دينية واجتماعية.  وشكر البطريرك الراعي للمطران سويف والحضور حفاوة الاستقبال، مشيداً بـ”العلاقات الإسلامية – المسيحية في طرابلس”، ومؤكداً أن “العيد لا يكتمل إلا بحضور المسلمين والمسيحيين معاً”. وقال: “إن طرابلس باتت نموذجاً مميزاً للعيش المشترك، حتى أصبحت “العاصمة الثانية للبنان” بما تحمله من حيوية ونشاطات جامعة”. وأكد أن “لبنان بلد متنوع ومتعدد، وأن هذا التنوع هو ثروته الأساسية التي شدد عليها البابا خلال زيارته للبنان”، معتبراً أن “السلام هو الخيار الدائم والأفضل، وأن طرابلس ستبقى مدينة السلام رغم كل التحديات”، داعياً إلى “ترسيخ ثقافة السلام والعيش معاً”.

دلالات وطنية: وعلى هامش اللقاء، رأى النائب فيصل كرامي أن “زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس تحمل دلالات وطنية جامعة”، مذكّراً بالدور التاريخي للمدينة في الحفاظ على الحوار بين اللبنانيين. وأكد أن “المسؤولية تقع على عاتق الجميع في حماية هذا الحوار”، مشيراً إلى “دعوة البابا إلى الحوار قبل السلام”، ومشدداً على “ضرورة تحقيق السلام الداخلي وتوحيد اللبنانيين خلف الدولة وبناء دولة القانون والمؤسسات”، متمنياً أن “تكون السنة المقبلة سنة حضور فعلي للدولة في طرابلس وكل لبنان”.

خيار العيش المشترك: من جهته، اعتبر النائب اللواء أشرف ريفي أن “زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس ذات مدلول وطني وإنساني كبير، وتؤكد خيار المدينة الثابت بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين”، مشيرا  إلى أن “طرابلس مدينة التقوى والسلام، وأن هناك قراراً تاريخياً وصارماً بالعيش معاً رغم كل محاولات التشويه”. وتطرق ريفي إلى عدد من الملفات الوطنية، مشدداً على “ضرورة إعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني وإعادة أموال المودعين، وتوسيع مطار بيروت الدولي بشفافية، ومعالجة قضية السجناء السوريين واللبنانيين بشكل عاجل وعادل، وفتح مطار القليعات وإعادة تشغيل مصفاة النفط لما لهما من أهمية استراتيجية”، مؤكدا  أن “قرار حصرية السلاح بيد الدولة هو قرار سيادي ووطني لا بد منه لحماية لبنان”.

الى دار الفتوى: المحطة الثانية من الزيارة كانت في كنيسة مار مارون، حيث ألقى البطريرك الراعي حديثاً روحياً مع المكرّسين، ثم ترأس قداساً احتفالياً عاونه فيه المطرانان علوان وسويف، ولفيف من الكهنة، في ختام يوم حمل أبعاداً روحية ووطنية جامعة، عكست صورة طرابلس كمدينة للحياة والسلام والعيش الواحد.ثم انتقل بعدها الراعي إلى دار الفتوى في طرابلس وفي استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام والرئيس نجيب ميقاتي وسياسيين.

من حزب الله الى مصر: في مجال آخر، أكد قيادي في “حزب الله” لـ”النهار” بعد زيارة رئيس الوزراء المصري إلى لبنان أن الحزب يتطلع إلى علاقة طيبة مع مصر والاستفادة من حضورها في “تحصين موقف لبنان من عدوان إسرائيل الذي يستهدف اللبنانيين لتحقيق مشروعها واستمرار احتلالها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى