سلايداتمنوعات

متحوّران جديدان غير “دلتا” والآت اعظم

تتفاقم الازمات في لبنان واحدة تلو الأخرى، فلا بنزين، ولا مازوت، ولا مطاعم، ولا دواء، ولا مستشفيات، وسبحة اللّاآت تكرّ. وتولّد مشاكل أخرى تبدأ ولا تنتهي. الوضع كارثي على كافة الأصعدة، والجميع يدقّ ناقوس الخطر.

وفي ظلّ كلّ ذلك، يأتي فيروس كورونا ومتحوّراته ليزيد الطين بلّة، وخصوصاً مع إعادة فتح البلد، والتراجع الكبير في التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية.

نحن اليوم، كما كلّ بلدان العالم، في مواجهة أكثر من متحوّر يهدّد حياة الجميع من دون استثناء، ويطال الفئات العمريّة كافة، مع فارق كبير أنّنا نفتقد القدرات المادية، والطبيّة، واللوجستية لمحاربته.

“أعتقد أنّ نتائج استهتار بعض المواطنين الذين لم يعودوا ملتزمين بالإجراءات، بعد فتح المطاعم والمقاهي والملاهي والمسابح، ستظهر بين آب وأيلول، حيث ستزداد الأعداد أكثر بكثير ممّا هي عليه، مع تراكم عوارض الرشح والإنفلونزا، وعوارض كورونا”، يقول عضو لجنة كورونا المركزيّة الدكتور نزيه بو شاهين، في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية.

ويضيف: “دلتا ودلتا+، بدآ الانتشار في لبنان، وهما قادران على العدوى بنسبة أكبر من الفيروس العادي، وقد أصبح المتحوّر الأكثر انتشاراً. وعادةً في فصل الصيف نشهد مزيداً من التجمّعات والاحتفالات، والتخلّي عن وسائل الحماية من كمامات وتباعد اجتماعي، ما يولّد زيادةً في عدد الإصابات التي بدأت ترتفع منذ فترة، والمرشّحة للارتفاع في الأيام المقبلة. وقد أظهرت مختبرات الجامعة الأميركية أنّ متحوّر دلتا انتشر في كافة المناطق اللبنانية، ولم يعد انتقاله محصوراً فقط بالوافدين، إنّما بالمقيمين أيضاً”، مشيراً إلى أنّه، “بعد دلتا، بدأ متحوّر “لمدا”، الأكثر فتكاً، الانتشار في العديد من دول العالم، ومنها بريطانيا التي لا يزال يأتي منها وافدون إلى لبنان، ما يجعل احتمال أن يصل إلينا أيضاً وارداً. كذلك متحوّر “ابسيلون” المنتشر في كاليفورنيا حيث لم يتلقَ كثيرون اللقاح”. ويدعو بو شاهين إلى ضرورة، “تجديد وتشديد الإجراءات في المطار، ومتابعة المرضى الذين تثبت إصابتهم بكورونا، ومتابعة الحجر، وتفعيل دور البلديات، لأن عدم فعل ذلك يشكّل استهتاراً منذ مرحلة وصول المسافر”.

لبنان ليس بمأمن من هذه المتحوّرات إذاً، ولذلك يلفت بو شاهين إلى أنّه، “طالما أنّ عدداً من الأشخاص لم يتلقوا اللقاح، فمن المتوقّع أن تستمرّ متحوّرات كورونا بالظهور”، مشدّداً على، “وجوب الإسراع في أخذ اللقاح، فإن وصلنا إلى نسبة 70 في المئة يمكن أن تصبح لدينا مناعة مجتمعية، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالمعايير الوقائية إذ انّنا في وضعٍ صعب لجهة هجرة الأطباء والممرضين إلى الخارج، ما يسبب نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية لمواجهة الجائحة، بالإضافة إلى فقدان الأدوية من الأسواق والمستشفيات وارتفاع أسعارها. أضف إلى ذلك عدم قدرة المستشفيات على مواجهة الجائحة بسبب النقص الحاصل في الموارد المالية والطبية. وعدا عن ذلك فإنّ انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار أدّى ليس فقط إلى ارتفاع أسعار الأدوية، إنّما أيضاً إلى ارتفاع كلفة الاستشفاء والفروقات الكبيرة التي لم يعد باستطاعة الهيئات الضامنة تغطيتها”.

هنا يؤكّد بو شاهين أنّ، “دفعةً من لقاح استرازينيكا، ودفعتان من لقاح فايزر، ستصلنا بكميات كبيرة. وإذا أقبل المواطنون على التلقيح سنسير بخطوات أسرع نحو المناعة المجتمعية ونحصّن أكثر الفئات العمرية الشبابية التي تتأثر بمتحور دلتا”، جازماً بحسب دراسات بريطانية

وأوروبية، أنّ “اللقاحات المتوفرة في لبنان تحمي من متحوّر دلتا، ولكن بنسبٍ مختلفة وتمنع الملقحين من الدخول إلى المستشفى، حتى وإن أصيبوا، كما تحمي من الوفاة”.

ويختم: “أفضل لقاح هو الأسرع توفّراً، والعلاج الأرخص هو الوقاية”.

لا بدّ من العودة إلى الوقاية كما اليوم الأوّل. كما لا بدّ من تلقي اللقاح، لأنّ لا البلد، ولا نحن نحتمل كارثة إضافية.

جريدة الانباء الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى