لبانون عاجل: أميرة حمادة
بعد مرور 6 سنوات على حصوله السعفة الذهبية في المهرجان، عن فيلمه القصير “موج 92″، عاد المخرج اللبناني الشاب إيلي داغر إلى مهرجان “كان” السينمائي هذا العام من جديد، وذلك من خلال فيلمه الروائي الطويل “البحر أمامكم”، ضمن عروض “أسبوع المخرجين” والتي وتُعتبر انطلاقة عالمية لأي مخرج.
ماذا بعد عودتها إلى ربوع وطنها؟
وتدور أحداث الفيلم حول الشابة “جنى”، وتؤدي دورها الممثلة منال عيسى، التي عادت إلى بلدها لبنان، بعدما سافرت من أجل تحصيل تعليمها في باريس. ويُشارك في البطولة كلّ من يارا أبو حيدر وربيع الزهر وفادي أبي سمرا وروجيه عازار. ويتطرق الفيلم الأحداث التي يشهدها لبنان منذ زمن طويل وما يترتب عليها من فقدان الرؤية، كما يضيء على بعض الجوانب التي دفعت باللبنانيين إلى الهجرة خارج بلدهم هرباً من الواقع الأليم الذي جعل البعض الآخر من اللبنانيين الذين بقوا في وطنهم يشعرون بالغربة عنه، وإنما هذه الظروف والأحداث شكّلت بيئة خصبة للإبداع اللبناني في مجالات فنية وثقافية عدة.
ويتناول الفيلم موضوع الاغتراب، ولكن غير مقصود به الهجرة لأن أكثر من 70 بالمئة من اللبنانيين هم في الخارج، وإنما تم اختيار موضوع الاغتراب الاجتماعي الذي يجعل من المقيمين يشعرون بانفصالهم عن القيم والمعايير والممارسات والعلاقات الاجتماعية في المجتمع اللبناني.
في حديث خاص لصحيفة “الاقتصادية” أكد المخرج إيلي داغر أن الفيلم مبني على مستويات سردية عدة، ترتكز على تناقضات العاصمة اللبنانية وصراع جيل “جنى” وجيل أهلها مع الماضي الذي يسجن سكان بيروت بقضبانه الحديدية، ويسلط الضوء على الحاضر المعلّق الذي لم يستطع التحرّر من رواسب ماضي مثقل بالهموم والصعاب، ولم يستطع السير نحو مستقبل أفضل لأن المستقبل في هذه المدينة المجبولة بالحروب والصراعات غير مضمون. فها هي “جنى” وأهلها ومجتمعها وبيئتها يلازمهم الخوف مما سيأتي، فالكل يعيش في حالة ترقّب وانتظار لحدث ما سيحدث، لا أحد يتوقع ماذا يكون ومتى سيأتي. كما ويعالج الفيلم أيضاً، قضايا تتعلق بحرية الفرد في مجتمع يبدو في الظاهر أنه منفتح ومعاصر لكنه من الداخل متحفّظ ويجلد من يقرر الإفلات من قبضة الجماعة».
ويوضح داغر أنه بدأ عام 2015 بكتابة الأحداث من الواقع المرير الذي نعيشه، ولطالما استلهم الأحداث من الواقع، لكن التصوير لم يبدأ إلا في أواخر عام 2019، ورغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا استطاع داغر التغلب عليها وبالتالي إنجاز الفيلم الذي ألقى الضوء على معضلات عاشها الشعب اللبناني خلال السنتين الأخيرتين، يقول داغر: «إن معاناة اللبنانيين هي نفسها منذ سنوات عديدة، لكن في السنوات الأخيرة الوضع كان أكثر مرارة من الأزمة الاقتصادية الى الثورة ثم جائحة كورونا وانفجار بيروت ومازال المسلسل مستمر”.
هل يوجد سينما في لبنان؟
وعن واقع السينما اللبنانية، أكد داغر أنه لا توجد صناعة سينمائية حقيقية في لبنان، بل هناك مبادرات فردية يخوضها فنانون ومنتجون، موضحاً أن الصناعة متجهة حالياً نحو المسلسلات الدرامية التي تخصص لها مبالغ أكبر، خصوصاً بعد أزمة كورونا ومعاناة القطاع السينمائي في العالم من الركود وإقفال لصالات العرض.
ولا بد من التوقف عند صدى النجاح الذي حققه فيلم “البحر ورائكم” حاصداً العديد من الجوائز منها أفضل فيلم في ورشة فاينال كات فينيسيا، في مرحلة ما بعد الإنتاج من «مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي»، جوائز منصة الجونة السينمائية ضمن المشاريع في مرحلة التطوير، وجائزة مالية من مؤسسة دروسوس. كما فاز بمنح من «مؤسسة الدوحة للأفلام» و«الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق» و«صندوق البحر الأحمر» لدعم الأفلام وغيرهم
تفاصيل أكثر ( نقلاً عن العربي)