سلايداتيوميات

محور صحف اليوم: ميقاتي رئيساً مُكلّفاً وعُقد ولادة الحكومة بدأت تتذلّل منذ يوم أمس

لبانون عاجل -فاتن نصرالدّين

تناولت اليوم الصحف اللّبنانيّة موضوع تشكيل الحكومة اللبنانيّة بعد أن كان قد كُلّف في الاستشارات النيابية الملزمة أمس، الرئيس “نجيب ميقاتي” لتشكيلها.

وقد عنونت صحيفة “النهار” ما يلي:

ميقاتي والضمانات الدولية: حكومة 4 آب؟

صار الرئيس نجيب ميقاتي الرئيس المكلف الثالث بتشكيل الحكومة منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت وسط ترقب حذر للغاية لمسار التأليف الذي يبدأ اليوم تحديداً مع الاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية والنواب في ساحة النجمة. وفي ظلّ الضمانات الخارجية التي حصل عليها ميقاتي قبل أن يُقدم على القبول بتكليفه بعد أن طُرح وتداول اسمه عشيّة الاستشارات، الا أنّ وفيما يخص مسار التشكيل لا يزال أصحابه يتخوفون ويتشككون استناداً الى التجربة المريرة التي عانى منها الرئيس المعتذر سعد الحريري. لكن سرعة التكليف، والأجواء الايجابيّة التي رافقته اثبتت ان الهدف المركزي الأساسي للعهد العوني وتياره كان من خلال الإمعان في التعطيل كان إزاحة وإقصاء الحريري.

وفي أي حال، يبدو واضحاً ان ميقاتي وضع لنفسه مهلة قصيرة غير معلنة لتوظيف الدعم الداخلي والخارجي الذي توافر لتكليفه لتشكيل حكومة في اسرع وقت من خلال سعيه الى إنجاز التأليف فعلاً قبل 4 آب المقبل على صعوبة تحقيق هذا الهدف حسبَ ما أفادت المعلومات في هذا السياق، ولكن النجاح المحتمل لهذا الاختراق في حال حصوله سيحدث وقعاً مهماً داخلياً وخارجياً نظراً الى الرمزية الكبيرة التي تكتسبها محطة الذكرى السنوية الأولى لانفجارمرفأ بيروت.
وتشير مصادر مطلعة الى أن أجواء بعبدا تتوافق وموقف ميقاتي على الاسراع في التشكيل. وشددت المصادر على ان مقاربة مسألة تشكيل الحكومة سترتكز على ما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها الوطن، وان التعاون بين الرئيسين عون وميقاتي كفيل بالوصول الى هذا الهدف ضمن الاصول والقواعد الدستورية المعروفة.

ومع هذه الاجواء الايجابية، والدعمين الخارجي والسنّي الذي حصل عليه ميقاتي، الا ان المقاطعة المسيحية الواسعة لتكليفه برزت وباتت واضحة وسط رفض كتلتي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” وكذلك كتلة نواب الأرمن تسمية ميقاتي او أي مرشح آخر الامر الذي يكتسب دلالات سياسية وطائفية لا يمكن القفز فوق تداعياتها ولو نال ميقاتي أصوات نواب مسيحيين في الكتل ذات الأكثريات الإسلامية.

في المقابل، رسمت المواقف الأساسية من تكليف ميقاتي لوحة سياسية للمناخ الذي أحاط التكليف وكان ابرزها دعم الرئيس سعد الحريري لميقاتي اذ اكد بعد لقائه وعون : “ان امام البلد اليوم فرصة، وكما تلاحظون بدأ سعر الدولار بالهبوط وهذا هو المهم. سميت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط، وان شاء الله يتم تكليفه وتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن. لا يجب ان نتوقف امام الصغائر فيما البلد بحاجة لحكومة”.

أما خارجيا، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا أفادت فيه ان “فرنسا احيطت علما بتعيين مجلس النواب اللبناني السيد نجيب ميقاتي رئيسا للوزراء. والحاجة الملحة الآن هي لتشكيل حكومة كفوءة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية لاستعادة البلد ، وهو ما يتوقعه جميع اللبنانيين. وتدعو فرنسا جميع القادة اللبنانيين إلى التحرك في هذا الاتجاه بأسرع ما يمكن. وهم يتحملون مسؤوليتهم. وفرنسا من جهتها ستبقى إلى جانب اللبنانيين كما كانت دائماً.”

صحيفة “الجمهورية” عنونت التلي:

بدايات مشجّعة.. ورهان على الليونة

قالت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» إنها لاحظت ما سمّتها بدايات مشجّعة، في نقل من كلام بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي خلال اجتماعهما امس، يؤكّد تأكيدهما على التعاون المشترك لتشكيل حكومة في أسرع وقت. واعتبرت المصادر ان هذه الليونة المتبادلة يمكن أن تشكّل فرصة للتفاهم بين ميقاتي وفريق رئيس الجمهورية، تجلّت أولاً، في التواصل المباشر بينه وبين رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وهو ما لم يحصل خلال فترة تكليف الرئيس سعد الحريري. وتجلّت ثانياً في اكتفاء تكتل لبنان القوي بعدم التسمية في الاستشارات، من دون أن يسمّي أحداً في مواجهة ميقاتي، مشيرة إلى انّ هذه الليونة يمكن أن يبنى عليها لتليين أكثر في المواقف، ولتدوير الكثير من الزوايا إن كانت حادة.

علمت «الجمهوريّة» أن أبرز ما أحاط حركة التواصل بين ميقاتي والتيار، هو تأكيدات سائر القوى السياسيّة على الاستمرار به باعتباره السبيل الأسلم إلى فكّ أي عقد، وما لفت الإنتباه في هذا السياق هو موقف «حزب الله» الذي أكدّ على ما مفاده: «نحن مع تشكيل سريع للحكومة، ولا نريد أن نُتّهم بأنّنا ضد تشكيلها، ولسنا على الإطلاق مع أي ما يعطّل بل نحن مع كل ما يسهّل. ولكن، ليست لنا أي علاقة في ما يدور من تواصل بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر، فلا تُدخلونا بهذه المتاهة، وحلّوا مشاكلكم مع بعضكم ولسنا في موقع من يتدخل في ما يجب عليكم ان تقوموا به أنتم».

هذا وكتبت صحيفة “اللّواء”

شريط الاستشارات: ميقاتي مكلفاً بـ72 صوتاً و42 لم يسمّوا وصوت لسلام… وبري «العبرة بالتأليف»

الحريري يُذكّر بالمسار الدستوري و«الوفاء للمقاومة» تتقصّد التسمية و«القوات» و«التيار» يمتنعان

وقد ذكرت مواقف الكتل النيابية كافة، والتي جاءت أغلبيتها لصالح ميقاتي، باستثناء الدعم المسيحي من خلال امتناع كتل مسيحية وازنة عن التصويت وهما كتلتَي: “الجمهورية القوية” ، و “تكتّل لبنان القوي”.
أما “نداء الوطن” فعنونت كالآتي:

“حزب الله” يدخل معترك التأليف… “لترقيع الهريان”

باسيل يمهل ميقاتي “شهراً”: “ما شفت مين مات”؟

رأت صحيفة “نداء الوطن” يوم الاستشارات يوما مملاً تم استعراض رئيس الجمهورية فيه مسألة التكليف والتأليف للمرة الثالثة بعد انفجار 4 آب، خالصة في النهاية لتسمية “ميقاتي”. واعتبرت ان مهمة التكليفغ هذه أتت بين مقتضيات التشكيل الدستورية و”معايير” المحاصصة السياسية التي وضعها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل شرطاً موجباً ليظفر أي رئيس مكلف بتوقيع الرئاسة الأولى على مسودته الحكومية، واصفة إيّاها ب”رسالة مشفّرة” توجّه بها باسيل للرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتوجّه إليه إنذاراً مبكراً من مغبة المخاطرة بأن يلقى تكليفه حتفه إن هو آثر السير على خطى سلفه المتنحي سعد الحريري وقبله مصطفى أديب في معاندة نوازع العهد وتياره، فوضعه صراحةً وبالفم الملآن من على منبر قصر بعبدا أمام مهلة “أقصاها شهر” إما للتأليف أو للاعتذار، بمعزل عن منطوق النص الدستوري… ناصحاً إياه بأن “يتعظ” من تجربة إسقاط تكليف الحريري على قاعدة: “ما متت ما شفت مين مات؟”.

ورغم حيازة ميقاتي أكثرية 72 صوتاً نيابياً وغطاء “بيت الوسط” ومباركة دار الإفتاء ودعم الثنائي الشيعي، بقيت “النقزة” تتملك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اختصر الموقف إثر لقاء رئيس الجمهورية بعبارة “العبرة بالتأليف”، ويأتي ذلك نتيجة التجربة السابقة، والقناعة الراسخة لديه بإمكانية تكرار العهد سيناريو التعطيل نفسه وإجهاض محاولة استيلاد أي حكومة لا تحاكي شروطه وتطلعاته. غير أن أوساطاً مراقبة رأت أن مناورة التعطيل أمامه بات يضيق بعد دعم “حزب الله” لميقاتي وإبداء رغبته بأن تبدأ عملية التكشيل بجديّة تامة هذه المرة، لافتة الانتباه إلى أنّ “تدهور الأوضاع دراماتيكياً في البلد بشكل بات يحاصر بيئة الحزب الحاضنة، وضعه أمام خيار قسري يقضي بالدفع قدماً نحو ولادة أي حكومة تفرمل الانهيار وتساهم في فتح باب المساعدات الخارجية “لترقيع الهريان” الحاصل تحت سطوة الأكثرية الحاكمة”. ومن هنا رُجّحت كفّة التأليف، لا سيما وأنّ ميقاتي أصبح بذلك عملياً مرشحاً صريحاً لكتلة “الوفاء للمقاومة” ولن يكون بالتالي من السهل على باسيل تجاوز هذا المعطى المستجد واستسهال عملية الإطاحة بمرشح الحزب”، معتبرةً أنّ “التقاطعات الخارجية والداخلية هذه المرة كفيلة بتذليل العقد أمام ولادة الحكومة”.

أما “جريدة الأنباء الالكترونيّة” فكتبت:

ميقاتي يتحرّر من مهلة التأليف والعين على 4 آب … و3 سيناريوهات بين الانهيار والانفراج

أشارت مصادر سياسية مواكبة لمشوار التأليف عبر جريدة “الانباء” الالكترونية الى أن “التكليف شيء والتأليف شيء آخر، داعية الى عدم الافراط في التفاؤل بقرب التشكيل لأن حديث ميقاتي عن حكومة اختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية قد لا يريح البعض وبالأخص تكتل لبنان القوي بالدرجة الأولى وحزب الله بالدرجة الثانية.” وقد أبدت المصادر خشيتها من اعتماد السيناريو نفسه الذي اعتُمد مع الرئيس سعد الحريري حيث تمت محاصرته حتى دفعه الى الاعتذار، لكن الفارق بين ميقاتي والحريري، تقول المصادر، إن الاول لم يشترط عدم لقاء النائب جبران باسيل بالرغم من انه لم يسمه في الاستشارات، اما الثاني فبنتيجة رفضه لقاء باسيل سارت الأمور على عكس ما يشتهي واستمرت العرقلة تسعة أشهر وانتهت الى الاعتذار عن التأليف.

عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش تحدث عبر “الانباء” الالكترونية عن “فجوة في هذا الظلام الدامس تمثلت بتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة، لكن تبقى العبرة في التأليف”، متوقعاً من الاستشارات النيابية غير الملزمة ان “تكشف الكتل النيابية عن ارائها بالنسبة للاسماء وشكل الحكومة ومضمونها والمهمة المنوطة بها”، مستشهدا بما قاله الرئيس ميقاتي من بعبدا بعد التكليف وحديثه عن “النار الشاعلة التي يقتضي العمل على إخمادها على كافة المستويات”.
وأشار الى ان الخطوة الاولى ستقضي ب تدوير الزوايا لتذليل الصعوبات التي واجهت الحريري والانطلاق نحو تشكيل حكومة اختصاصيّين، مع الاسراع في انهاء هذه المهمة وليس التسرّع واضعا أمامه تاريخ 4 آب المقبل كمهلة لا يمكن إغفالها. ولفت الى أنّ نجاح عملية التكليف ترك ارتياحا اقتصاديا نسبيا تمثّل بتراجع سعر صرف الدولار.

في هذا الإطار، أشار الخبير الاقتصادي “جاسم عجاقة” عبر “الأنباء” الى ثلاثة سيناريوهات مرتقبة بعد تكليف ميقاتي:

الاول تفاؤلي في حال تشكلت الحكومة في وقت منطقي لا يتعدى الشهر وبدأت المفاوضات مع صندوق النقد وبدأت الحكومة بمجموعة اصلاحات وهذا ما سينعكس ايجابا على على سعر الصرف، مستشهدا بانخفاضه ما يعادل ال 8000 في اليومين الأخيرين وسط هذه الأجواء الايجابية.

الثاني، “في حال لم تتشكل واعتذر ميقاتي سيرتفع الدولار بشكل صاروخي لا يمكن لأحد ان يتوقع كيف ستنتهي الامور لأن الوضع سيكون كارثياً، والمواطن لن يستطيع شراء حاجياته وقد تنتهي الامور الى الفوضى والعنف المجتمعي”.

الثالث

أمّا السيناريو الثالث، يكون بين بين، “اي ان تتشكل الحكومة وتبقى الامور بين السيء والاسوأ، فتخفف من وطأة الازمة ولا تحلها”.

وقد أعرب عجاقة عن تفاؤله في حديث ميقاتي عن “دعم خارجي وهذا يريح جداً، فلا يمكن ان يستقيم بلد من دون حكومة”، مشيرا الى مبلغ 860 مليون دولار من حصة لبنان من حقوق السحوبات الخاصة وهذا المبلغ لا يمكن ان يتسلمه لبنان من دون حكومة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى