سلايداتمقالات

نهاية الشيعية السياسية في لبنان والعراق

كتب مدين حمية:

هل يختلف اثنان في أن لبنان والعراق اليوم دولتان فاشلتان بكل المقاييس؟
طبعا الجواب هو: هذا أمر بين وواضح وضوح الشمس في النهار.
هل من يناقش في أن الشيعية السياسية هي التي تتحكم بمقاليد السلطة في لبنان والعراق على امتداد العقدين الماضيين؟
طبعا الجواب هو: هذا أمر بأقل تقدير واقعي جدا.
هل هناك من يشك في أن إيران شكلت مرجعية مذهبية للشيعية السياسية بغض النظر عن مدى قرب هذا الطرف أو ذاك عنها؟
طبعا الجواب هو: لا شك في ذلك.
إذن ما أسباب هذا الفشل؟
طبعا هناك العديد من الأسباب، من أبرزها:
١- انتفاء توافر مشروع سياسي من الأساس: المعزوفة أو وجهة النظر السائدة هي أنه لم يكن هناك من مشروع سياسي متفق عليه من قبل عناصر المنظومة الشيعية السياسية باستثناء الاتفاق على تحاصص مؤسسات الدولة وتحويلها إلى مصادر ريعية تنتهي بحسابات الزعامات المصرفية وغيرها، إلا أن تطورات الواقع في لبنان والعراق في السنوات الماضية أظهر بشكل واضح وجلي بأنه لم يكن لديهم مشروع سياسي من الأساس، بل كانوا راغبين بالوصول إلى السلطة من أجل الحكم فقط، ولا شيء غير الحكم.
٢- لا قيادات تؤمن بمشروع بناء الدولة: لقد فشل ساسة المنظومة الشيعية السياسية في لبنان في الاستفادة من المكتسبات التي تحققت عام 2000، وكذلك فشل ساسة المنظومة الشيعية السياسية في العراق في الاستفادة من المكتسبات التي تحققت عام 2003، ولا يندرج ضمن إطار المبالغة القول: لو أن دول العالم مجتمعة تآمرت على التنظيمات الشيعيّة السياسية في لبنان والعراق لما تمكنت من الوصول إلى النتيجة التي انتهى إليها التشكيل الشيعي السياسي بفعل تغييب القيادة التي تعمل على بناء الدولة لصالح الساسة الذين يعملون على بناء مشاريعهم الخاص على حساب الدولة. وقد تجلت صورة هذا التشوه من خلال ازدواجية “الأنا” و “الدولة” فعلى الرغم من هيمنتهم على مقاليد السلطة وحصر النفوذ بهم فقد تعاملوا مع السلطة بمنطق المعارضة، وهنا تحولت أزمة الأحزاب السياسية الشيعية مع السلطة إلى أزمة بنيوية، فهم لديهم تمثيل بالحكومة، وبنفس الوقت خطابهم داخل البرلمان وفي الإعلام هو خطاب معارضة. وفي الحالة اللبنانية تعدى الأمر ذلك بكثير، إذ أن أحد عناصر المنظومة يعمل بمنطق الدولة الموازية، ويتصرف قادته على أساس أن الدولة ليست دولتهم. وفي المشهد القريب فإن الدولة الشيعية الموازية هي التي قادت عملية التطبيع مع اسرائيل إلا أن فعل الرجم وقع على الدولة الأساسية.
هذا ناهيك عن فشلهم ضمن بيئتهم الخاصة، إذ أن علاقاتهم مع جمهورهم لم تُبنَ على أساس تحقيق العدالة الاجتماعية، وإنما تمت وفق مبدأ الزبائنية.
٣- التبعية للمرجعية الدينية في إيران: لقد أثبتت تجربة التبعية لإيران أنها لا يمكنها أن تنتج سوى التخلف والفقر والجهل تحت ستار الدفاع عن المذهب، وستار الثورة التي لا تنفصل عن سلطة رجال الدين الذين يحكمون المجتمع بنظام الحلال والحرام المستوحى من فتن القرن الرابع الهجري . وفي المشهد الاني للمرجعية الدينية يبدو واضحا أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة بفعل بعدها عن اوجاع الناس وحوائجهم، ما يعني أن نهاية الشيعية السياسية باتت قاب قوسين أو أدنى.
وفي الختام نسأل الله أن يبدل أحوالنا إلى الأفضل وحمى الله أمة الإسلام والمؤمنين به

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى