كتب منير الربيع في الجريدة الكويتية:
تتسارع الحركة السياسية على الساحة اللبنانية، وتتفاعل المساعي الداخلية والخارجية في سبيل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وحسبما تسعى جهات خارجية، فإن الهدف هو انتخاب الرئيس خلال الشهرين المقبلين، وفق ما تؤكد مصادر دبلوماسية غربية لـ «الجريدة»، مع تقدم اسم قائد الجيش جوزيف عون، الذي زاره السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أمس، كما تصدر لائحة الأسماء التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في زياراته الأخيرة.
وكان القيادي «الاشتراكي»، الوزير السابق وائل أبوفاعور، أجرى زيارة للسعودية موفدا من جنبلاط، بهدف التنسيق واستمزاج رأي المسؤولين السعوديين حول الملف اللبناني.
وتقول مصادر متابعة للزيارة إن أبوفاعور سمع كلاما سعوديا واضحا حول عدم تدخل المملكة في مسألة الأسماء، وعدم تقديمها أو ترشيحها أي اسم، إنما الهدف هو الوصول إلى تسوية متوازنة وانتخاب رئيس قادر على استعادة علاقات لبنان العربية والدولية، وهي لا تمانع أي رئيس يتم التوافق عليه بين القوى اللبنانية المختلفة، الأهم ألا يكون طرفا سياسيا أو يشكل غلبة لفريق على حساب الفريق الآخر.
ويعكس هذا الكلام السعودي الحاجة إلى وجود رؤية واضحة حول كيفية معالجة الأزمة وتغيير المسار، فذلك لا يمكن أن يتحقق فقط في انتخاب رئيس للجمهورية أو في شخصية رئيس الحكومة، إنما معيار التغير لا بدّ أن يكون مبنياً على تحوّل سياسي في المقاربات، أي البرنامج الذي سيتم وضعه من قبل رئيس الجمهورية والحكومة التي ستُشكل، وهو ما يفترض أن يظهر في البيان الوزاري الذي سيصدر عن تلك الحكومة.
وفي إطار الحراك الداخلي، تأتي دعوة القمة الروحية المسيحية التي دعت إليها البطريركية المارونية إلى عقد اجتماع جامع للنواب المسيحيين، بدلا من حصر الدعوة برؤساء الكتل أو رؤساء الأحزاب، وذلك كي لا تكرر بكركي تجربة عام 2014 عندما دعت الزعماء الموارنة الأربعة إلى اجتماع تقرر فيه الذهاب إلى معادلة الرئيس القوي، أي انتخاب رئيس من بينهم، لا سيما أن بكركي في هذه المرحلة تعتبر أن الرئيس القوي هو القادر على استعادة ثقة اللبنانيين وثقة المجتمعَين العربي والدولي.
على وقع هذه التحركات، لا يمكن إغفال زيارة وفد من حزب الله لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وهذه الزيارة لها مجموعة أهداف؛ أولها تخفيف حدة التوتر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ومطالبة عون بتهدئة باسيل وإقناعه بالإحجام عن إثارة الخلاف بين الطرفين على العلن، والسعي لمعالجة الاختلافات في النقاشات البينية، كذلك أحد أهم أهداف الزيارة بالنسبة إلى حزب الله هو التأكيد على حفظ التفاهم، وأن الحزب لا يريد سحب يده من يد عون وباسيل، ولكن عليهما السعي إلى ترتيب العلاقة.