سلايداتمقالات

“الإشتراكي” عند معوّض.. ماذا بعد؟

كتب نادر حجاز في موقع ام تي في:

خرق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بمبادرته الرئاسيّة الركود السياسي، مطلقاً رحلة البحث عن رئيس وسطي (لا ٨ ولا ١٤).

 

الخطوة استُكملت بإشارات واضحة الى التوجّه الجديد لديه، بدءاً من التلويح بمقاطعة جلسات الانتخاب اذا ما استمرّ النهج القائم، وصولاً الى لقائه بحزب الله والرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل، كما ايفاده النائب وائل أبو فاعور الى السعودية كما الى الكثير من القوى السياسية لا سيما القوات اللبنانية، ولقاء النائب تيمور جنبلاط بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ العقل سامي ابو المنى، وطرحه ٣ اسماء توافقية للرئاسة هي قائد الجيش جوزيف عون، صلاح حنين وجهاد أزعور.

فُهم من هذا التوجه أنه تخلٍّ عن ترشيح النائب ميشال معوض، الذي لم يخف امتعاضه معتبراً أنه لم يُنسّق معه مسبقاً، وأن الرئيس الوسطي هو خيار المختارة الحقيقي وليس مرشح الفريق السيادي.

 

واقعية جنبلاط تبدو واضحة وصريحة بانحيازه الى التسوية. فالرجل المصقول بالتجربة السياسية والقارئ الجيد للتاريخ، يدرك أن المرحلة لا تحتمل المواجهات العبثية كما المغامرات التي لا توصل الى أي نتيجة سوى الى أخذ البلد من جديد نحو التوترات والحروب التي عانى منها البلد طويلاً. وقالها بصريح العبارة أكثر من مرة إن حزب الله هو حزب لبناني وواهم من يعتقد أن بامكانه ان ينتزع منه سلاحه من دون استراتيجية دفاعية.

نزعة جنبلاط هذه عبّر عنها ايضاً حين أبدى امتعاضه من اعادة البعض طرح أفكار الفدرالية واللامركزية المالية، والتي لا يراها سوى شكل من أشكال التقسيم. فهو ابن مرحلة الطائف بعد ١٥ عاماً من حرب أهلية لم تكن سوى تعبير عن قلق تاريخي لدى اللبنانيين حول صيغة الحكم في لبنان.

فجنبلاط من دون شكّ عبّد الطريق الثالث نحو بعبدا، ما بين معوّض ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو غير متمسك بالاسماء الثلاث التي طرحها حصراً، كما تؤكد مصادر “التقدمي” لموقع mtv، انما أي مرشح ثالث يحظى بتأييد الفرقاء الاساسيين وقادر على تأمين أكثرية تحمله الى سدة الحكم.

 

وفي هذا التوجه، جاءت زيارة رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لمعوّض أمس، كما تشير المصادر، للتأكيد على أن المبادرة المطروحة ليست تخلياً عنه انما فتح باب نحو خلاص البلد وقد كبرت معاناة اللبنانيين الى حدود لم تعد تطاق وبات لزاماً على المسؤولين ايجاد مخارج من الأزمة اليوم قبل الغد.

بمعنى او باخر، فان “الاشتراكي” دشّن مرحلة ما بعد معوض، وما الزيارة سوى لتنسيق العبور الى هذه المرحلة بالحد الادنى من الاتفاق والتفاهم المشترك. وما يسري على معوض ينطبق على باقي فرقاء الخط الداعم له.

 

وعليه، فان الفريق السيادي أمام تحدّي تحديد خياراته بشكل أوضح، لا سيما بعد الاختلاف العميق بالرأي الذي حصل بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، بعد اعلان الأخير الاتجاه لتعطيل الاستحقاق الرئاسي اذا كان رئيس من فريق الممانعة سيصل الى بعبدا في السنوات الستّ المقبلة، الأمر الذي عارضته معراب، التي عبّرت عن موقف مبدئي بعدم تعطيل الاستحقاق انما السعي لانجازه.

 

مرحلة ما بعد معوض بدأت اذا، لكن ماذا عن فرنجية؟ وهل سيلقى مصير معوض؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى