سلايداتمقالات

إبتسامة واحدة خير من قنطار علاج!

كتبت: كفا عبد الصمد

لا تستخف بها، ولا تبخل على نفسك بها، وكلما غلبك الحزن تحداه بالضحك، فابتسامة واحدة خير من قنطار علاج..

والإبتسامة هي بحد ذاتها فعل حركي يساعد عضلات الوجه على الإسترخاء، تدليكة مجانية تحمي مشاعرك في أحلك الأزمات، و كلما رسمت شفتاك إبتسامة عابرة، كلما نجحت في مواجهة الضغوط اليومية التي تتعرض لها، والمشاكل الحياتية المحيطة بك، وسيلة نحصن بها أنفسنا من خطر الإكتئاب، نضحك كي نهزم الحزن واليأس، ونبقي اعماق الروح صافية وهادئة ومتزنة كي لا ندخل في دوامة من القهر تنهينا قبل الأوان..

ولا تبرر سبب ابتسامتك، وكلما شعرت انك بحاجة إليها إستخدمها، ما من مفعول سلبي لها على الإطلاق، تجمل الوجه، تريح الأعصاب، وتهدئ من روعك وحزنك، دع خارجك يتحرك ليريح داخلك المكسور…. اضحك على الزمن كي لا يغلبك..

منذ يومين احتفل العالم باليوم العالمي للإبتسامة، قد يجد البعض في الامر غرابة، لكن الامر يستحق الإحتفال، بعض الشعوب تحتاج إلى تعلم فن الإبتسامة، الحياة لا تستحق كل هذه الجدية ونحتاج في أحيان كثيرة للإستخفاف بالمشاكل والسخرية منها كي نتمكن من التغلب عليها وتخطيها.. هذا فضلا عن أن وحدها ملامح الوجه تعطي انطباعا عنا، فكلما حافظنا على قوتنا بوجه باسم ومشرق ومريح، كلما تعبدت الطرقات امامنا وولجنا اصعبها..

لكن في ظل هذا الجو القائم، قد يسأل اللبناني نفسه لماذا يبتسم وعلى ماذا؟ وفي جردة حساب سريعة يمكن تحديد بعض الأسباب التي تجعلك أيها اللبناني المغبون تبتسم من أجل البقاء:

إبتسم لأنك وفي غمضة عين إنتقلت من حياة السهر والسفر والرفاهية، إلى حياة البؤس والشقاء والبحث عن سبل تبقيك على قيد الحياة..

إبتسم لأنك تعلمت درسا مهما، أن كماليات الحياة لا تصنع مستقبل، حافظ على الأساسيات كي تستمر..

إبتسم لأنك عدت تطرب لأصوات مناشير الحطب تقطع الشجر من جبالك ووديانك، لأن الناس بردت ولا تملك ثمنا لتدفئتها في فصل الشتاء سواء من أمها الحنون الطبيعة..

إبتسم لأنك أتقنت فن الوقوف في الطابور، صحيح أننا لم نتعلم في مدارسنا الرسمية مهنة الوقوف في الطابور والقاء النشيد الذي يجل القائد المفدى لكننا تعلمنا بفضل الأزمة التي نعيشها كيف نقف في الطابور، لنحصل على لقمة خبز، أو حفنة بنزين، أو جرة ماء..

إبتسم لأن ما كنت تتغنى به من علم ومدارس وجامعات، أصبح في مهب الريح بفضل عظمة حكام بلادك الأشاوس..

إبتسم لأنك سخرت من الموت وجعلته يحتار في إختلاق وسائل يخطف بها روحك، فأهديته العديد من الأوراح ببلاش ومن دون ضريبة، عندما وقفت على أبواب المستشفيات تشحذ طبابة من حقك..

إبتسم لأنك وفي ساعة جهل أسقط أسماءهم في صناديق الإقتراع فسقط في فخ التنازلات إلى حيث لا نهاية..

إبتسم لأنك رغم كل ما يعصف بك لازلت مصرا على الحياة، طرقاتك لا تنام، وحياتك لا تهدأ،

عدت إلى ما قبل الجاهلية ولا زلت تبحث عن بيرق يلمع في السماء ليقول للعالم كل العالم أن على هذه الكرة الأرضية بقعة جغرافية لا ترى بالعين المجردة صحيح لكنها تستحق الحياة..

إبتسم وإبتسم ثم إبتسم عل سحابة الصيف التي طال بقاؤها فوق سماءك تنجلي وتستعيد إبتسامتك المضيئة والمشرقة ولا تعد مضطرا إلى ممارسة فعل الإبتسامة كي لا تموت قهرا أو قلقا…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى