
خاص ليبانون عاجل: حنين خضر
مع تزايد حدية الأزمة والإرتفاع الجنوني للأسعار يعود البعض لاستعمال المعدات اليدوية بإعتبارها الارخص والاوفر، إلا أنه يوجد قسم صغير من الناس لا لم يتخلوا من الأصل عن المعدات اليدوية التي تعتبر من التراث الوطني بل عملوا على تطويرها والتمسك بها قدر الإمكان. وتعتبر مهنة صناعة الفخار من المهن الحرفية القديمة التي لا تزال موجودة ولها أهلها ومحترفيها ومستهلكيها.
من هذا المنطلق قام موقع ليبانون عاجل بإتصال مع الأستاذ خالد ضو أحد محترفي صناعة الفخار. وقام بتعريف مهنة الفخار أنها مهنة قديمة جدا في لبنان، تعود عهودها إلى ما قبل الفينيقيين، وبقيت موجودة عبر السنوات حيث تتطورت بشكل محدود لفعل تتطور البشرية، حيث أصبح يوجد أكثر من ٥٠ محترف لهذه المهنة، يسوّقون لمنتجاتهم في لبنان ويصدرونها للخارج، ويلفت إلى أنه ورث هذه المهنة عن المرحوم والده، الذي كان يملك فاخورة في بشاتفين وكان من أشهر صناع الفخار، فبعد أن أنهى السيد خالد دراسته الجامعية، فضل اختيار هذه المهنة التي تابع بها حياته وما زال حتى اليوم.
وأضاف ضو أنه تم التطوير بهذه المهنة قدر الإمكان ولكن إمكانات التطوير فيها ليست بهذه البساطة بحيث ان تكلفتها أكثر من كبيرة، إلا انهم عملوا على تطوير بعض المعدات البسيطة، مثل صناعة عجانات، دولاب كهربائي، خلاط كبير لتحويل التراب إلى طين، بالإضافة إلى تطوير الأفران إلى حد ما، والألوان، لكنه لفت إلى أن هذا التطوير لا يزال محدود طالما أنهم لم يصلوا إلى مرحلة نهاية حرق الفخار أي إستخدام الفرن الكهربائي.
وأكد أن الطلب على الفخار ما زال موجود حتى يومنا هذا، والأزمة التي نشهدها اليوم ساعدت على زياده بحكم فرق العملة حيث أن التاجر لا يستطيع الإستيراد من الخارج. وأشار إلى هذه المهنة هي تراث وطني عريق لا يستطيع هو كشخص نقله عبر الأجيال واعتبر أنه كان من مسؤولية الدولة أو بعض الوزارات الإلتفات إليهم. وختم أن هذه المهنة ستنتهي معه ومع أمثاله لأنه لا يسعى على تعليمها للجيل الصاعد ولا يود تعليمها لإحد وعلق محزنًا أن مصير هذه المهنة هو الإنقراض في بلد كلبنان.