نفذ عدد من البلديات والأحزاب والمخاتير في الإقليم وحراك شحيم والمجتمع المدني في المنطقة، غروب اليوم اعتصاماً أمام معمل “بول أرقش” في منطقة بسري، احتجاجاً على “تهميش الإقليم وحرمانه من الكهرباء التي ينتجها، وتحويلها إلى مناطق أخرى”، وأكدّ المعتصمون أنّهم “تحت سقف القانون، ولكن للصبر حدوداً، وأنّ أبناء الإقليم على أهبة الاستعداد للزحف نحو معامل الكهرباء”، وشدّدوا على أنّ “انتفاضة الكهرباء قريبة”، محملين “الفلتان المتوقع باتجاه المنشآت الكهربائية والكهرومائية إلى أصحاب الشأن”.
وعبر الأهالي عن “سخطهم وغضبهم الشديد، من سياسة الكيل بمكيالين، والإجحاف المتبع بحق منطقة إقليم الخروب وأبنائها، الذين هم خزان الدولة، وأهم أركان وزاراتها ومؤسساتها وإداراتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية”. وفيما رحبوا بـ “أيّ تحرك كان بهذا الخصوص، تحت عنوان “نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور”، اعتبروا أنّ “خطوة اليوم بمثابة “رسالة تحذيرية أولى”، للحكومة ووزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان لحرمانهم من الكهرباء، رغم وجود 4 معمل لإنتاجها في المنطقة، وخطوة من سلسلة خطوات أخرى.
وأكدّ رؤساء البلديات وممثلو الأحزاب أنهم بـ “صدد تصعيد الموقف، تحت شعار إما كهرباء للجميع، وإلا لا كهرباء لأحد، خصوصاً بعد اجتماع وفد البلديات في نهاية الاعتصام، مع مدير المعمل عباس مدلج وتسليمه رسالة ونص البيان الاحتجاجي”، إذ عبر رؤساء البلديات عن استيائهم وعدم ارتياحهم للقاء.
وأشار رؤساء البلديات، إلى أنّه خلال اللقاء، “تم الاتصال مع المدير العام لمصلحة الليطاني الدكتور سامي علوية، الذي لفت إلى إمكانية معمل بسري إعطاء إقليم الخروب الكهرباء اقله لمدة ساعتين، ولكن يحتاج إلى موافقة شركة الكهرباء، وهو من اختصاص المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، الذي يمكن من خلال الاتصال الهاتفي حل المشكلة في الإقليم، وليس بحاجة إلى مراسلة خطية”.
وكان تقدم المعتصمون رؤساء بلديات برجا وسبلين وكترمايا وداريا والوردانية: الدكتور ريمون حمية ومحمد أحمد يونس والمحامي يحيى علاء الدين والمهندس عبد الناصر سرحال وعلي بيرم، ونائب رئيس بلدية عانوت درويش الحاج، رئيس المكتب التنفيذي لهيئة العلماء المسلمين في جبل لبنان الدكتور الشيخ احمد سيف الدين، وقد وصلت الحشود إلى الباحة الخارجية للمعمل، وسط إجراءات أمنية اتخذتها وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي لمنع أي اخلال بالأمن، وقد حرص المعتصمون على تنفيذ الاعتصام سلمياً، وكان لافتاً التحذير المستمر من رؤساء البلديات وممثلو الأحزاب، للشباب الالتزام بالتعبير السلمي، بغية عدم تحويل الاعتصام عن هدفه الأساسي، والمطالب التي حضر من أجلها أبناء المنطقة.
علاء الدين
وتلا رئيس بلدية كترمايا المحامي يحي علاء الدين، بيانا باسم المجتمعين قال فيه: “لا يسقط حق وراءه مطالب، ولن نسكت عن حقنا وسنبقى نطالب. والتزاماً بما قطعناه وعداً على أنفسنا اتجاه أبناء الإقليم المحرومين، وفي سبيل التأكيد على حقنا بالتغذية من المعامل الكهرومائية، التي تقع ضمن نطاقنا الجغرافي، وبما أنّ أصحاب السلطة والنفوذ، إما ما زالوا غير آبهين، أو مقصرين بتلبية مطلبنا المحق من تلك المعامل، ولم نلمس منهم أيّ تحرك ملموس في سبيل إنصافنا بتوزيع هذه الطاقة، لا بل محاولة تفشيل حلول في بعض الأحيان”.
وتابع: “لذلك تداعى رؤساء البلديات والمخاتير وممثلو الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وحراك شحيم، إلى تحرك رمزي تحذيري نحو معمل بسري، لنؤكد على ثبات موقفنا في المطالبة بحقنا المشروع، وأنّ الإقليم ليس مكسر عصا لأحد، وإنّنا عازمون على الاستمرار حتى النهاية، ولا يعنينا كيفية الاستجرار، سواء بالربط أو إعادة التوزيع أو استحداث شبكات أو ..أو.. ، إنّما يعنينا وبسرعة، رفع الظلم عن كاهل أبناء الإقليم وبأي ثمن . كما نؤكد في تحركنا هذا، على أنّه غير موجه ضد أهلنا من القرى المجاورة المستفيدة من الكهرباء، ولسنا ممن يرغبون بحرمانهم من حقهم بها كما يحاول البعض تشويه الهدف، وبث التفرقة، إنّما نحن نطالب بالتوزيع العادل والمنصف من هذه المعامل”.
وختم: “إلى أصحاب الشأن نقول، تحركنا اليوم هو رمزي لأنّنا لا نرضى إلا أن نكون تحت سقف القانون، ولكن للصبر حدود، وأبناء الإقليم اليوم على أهبة الاستعداد للزحف بكل اطيافهم نحو المعامل، و إن انتفاضة الكهرباء قريبة، وإننا نحمل مسؤولية أي فلتان متوقع اتجاه المنشآت الكهربائية والكهرومائية إلى أصحاب الشأن، فلتبادروا لحل تلك المشكلة قبل فوات الأوان، كهرباؤنا حقنا، وفي حال لم نصل الى نتيجة خلال اليومين القادمين، سيكون لنا موقف آخر، وهذه رسالتنا الأخيرة اليكم