سلايداتمقالات

لا رؤية دولية واضحة لمعالجة الأزمة اللبنانية في إجتماع باريس الرباعي

كتب منير الربيع في المدن:

الفوضى المتمددة على مختلف الصعد في لبنان محط اهتمام خارجي. قوى دولية وإقليمية عديدة تنظر إلى انعكاسات الفوضى اللبنانية بأنها قابلة للتمدد باتجاه الخارج. ولذلك، لا بد من وقفها عند حدودها، بالإضافة إلى السعي لوقف مسار الانهيار المستمر.
حتى الآن، لا رؤية دولية واضحة حول كيفية القيام بذلك، ولا مؤشرات تفصيلية عن قرب الوصول إلى صيغة تسوية إقليمية دولية، تنعكس على الساحة الداخلية.

الاجتماع الرباعي
ثمة من لا يقتنع بوجود هذا النوع من الاهتمام الخارجي بالواقع الداخلي، وأن كل ما يجري التحضير له لن يؤدي إلى نتائج سريعة. ولكن ثمة اتصالات مستمرة بين قوى إقليمية ودولية حول تحديد موعد لعقد الاجتماع الرباعي في باريس، والذي سيضم الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية ودولة قطر. وحسب المعلومات، أنه يتم البحث في تحديد موعد هذا الاجتماع بالأسبوع الأول من شهر شباط المقبل. وإلى جانب الاجتماع الرباعي ستكون هناك اجتماعات ثنائية بين مختلف ممثلي هذه الدول، للبحث التفصيلي في الملف اللبناني وفي كيفية الوصول إلى تسوية تخرج البلاد من الأزمة. وتضيف المصادر، أنه من خلال التواصل بين هذه الدول يتم الاتفاق على أن تعمل كل دولة على إعداد ورقة تتضمن مقترحاً سياسياً لحل الأزمة، بالإضافة إلى تناول ملفات غير سياسية مالية واقتصادية.

رؤية مشتركة
وفيما أشارت مصادر ديبلوماسية في السابق إلى أن الاجتماع سيكون متركّزاً على البحث في ملف المساعدات الإنسانية وكيفية استئنافها، إلا أن مصادر أخرى تشدد على أن التواصل أفضى إلى وجوب البحث في المسائل السياسية، وخصوصاً الوصول إلى صيغة تسوية تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. وتشير هذه المصادر إلى أن كل دولة ستعمل على تقديم وجهة نظرها وقراءتها للواقع. تصف المصادر الديبلوماسية هذا الاجتماع بأنه سيكون على درجة عالية من الأهمية، على الرغم من عدم تحديد مستوى التمثيل فيه حتى الآن، إلا أنه سيكون الأول من نوعه في هذه المرحلة، للبحث في كل التفاصيل السياسية للأزمة اللبنانية، ويمكن أن يخرج منه مبادرة يتم عرضها على المسؤولين اللبنانيين.

وتفيد المصادر، أن الاجتماع قد يستمر لأكثر من يوم أو يومين. وهذا تحدده آليات التفاوض والنقاط المشتركة التي ستتوصل إليها الجهات الحاضرة، لأن هناك إصراراً على ضرورة الخروج برؤية مشتركة، لأنه في حال عدم التوافق على هذه الرؤية المشتركة، فيعني أن الأزمة ستكون طويلة وذات أبعاد خطرة. حسب ما ترى مصادر ديبلوماسية، فإن لا سبيل للبنان للخروج من الأزمة الحالية إلا من خلال تقاطع المصالح بين هذه القوى، والذي يمكنه أن ينجح في وضع لبنان على سكة التسوية الرئاسية. فمن دون ذلك، فإن الوضع سيذهب باتجاه المزيد من الانهيارات والتي قد تنجم عنها مخاطر شاملة وواسعة، وفيها لا يمكن استثناء التوترات الأمنية أو الفوضى الاجتماعية.

تفاوت التقديرات
منذ طرحت فكرة الاجتماع الرباعي، تفاوتت التقديرات بشأنه، ولا يزال التفاوت قائماً. فهناك من اعتبر أن التحرك لن يكون جدياً. ويستند هؤلاء في وجهة نظرهم إلى أنه من الأساس لم يتم تحديد موعد حاسم لانعقاده. ففي البداية، تم تسريب خبر بأن اللقاء سيعقد في منتصف شهر كانون الثاني، وبعدها سُرّب خبر بأنه سيعقد في آخر الشهر، فيما المعطيات حالياً تتحدث عن احتمال عقده في الأسبوع الأول من شباط.

يبقى الأساس في تثبيت الموعد أولاً، وثانياً في ما يمكن أن يحققه اللقاء من نقاط مشتركة. هنا لا يمكن إغفال مسألة أن بعض القوى الخارجية لا تعتبر أن القوى اللبنانية جاهزة للدخول في مسار التسوية، إنما ما يجري يوجب تحضير الأرضية إلى أن تحين اللحظة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى