مع ترقب توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته الثانية لالتئام الهيئة العامة على نية انتخاب رئيس جديد للجمهورية منتصف الشهر الجاري، برز أمس تقاطع في المواقف على ضفة كتل المعارضة بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، تأكيداً منهما على الاستمرار في ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة الأولى، على أن تبقى عين المعارضة شاخصة باتجاه ما سيكون عليه موقف تكتل “نواب التغيير” في الجلسة الرئاسية المقبلة.
إذا، لا توقع لرؤية رئيس جديد في بعبدا، قبل شهرين على الأقل، تبعا لغياب إمكانية التوافق التي يشترطها رئيس مجلس النواب للدعوة إلى جلسة الانتخاب.
ويؤكد عالمون بالموقف الروسي الرسمي حيال لبنان وبالخريطة السياسية الروسية عامةً عبر “نداء الوطن”، أنّ موسكو داعمة للبنان واستقراره، وتأمل في أن يحصل الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية، وإن كانت المؤشرات لا توحي بهذا الأمر. وبالتالي لا يهمّ روسيا حُكماً الفراغ الرئاسي بل أن يجرى انتخاب رئيس في أسرع وقت وضمن المهل الدستورية، وعبّر مسؤولون روس عن ذلك شخصياً لمسؤولين وديبلوماسيين لبنانيين في أكثر من مناسبة. ويهمّ روسيا الاستقرار في لبنان إنطلاقاً من وجود قواعد عسكرية لها في سوريا، إذ يضفي هذا الاستقرار نوعاً من الأمان لقواعدها هذه، لذلك تُعتبر روسيا من الدول التي يهمها الاستقرار في لبنان على الصعيدين السياسي والأمني.
وعلى مستوى الاستحقاق الرئاسي، تُعتبر روسيا لاعباً مؤثراً فيه ولكن غير أساسي، وبالتالي لا تأثير روسياً كبيراً على هذا المستوى، فضلاً عن انشغال موسكو بانغماسها في الوحول الأوكرانية، وفي الشرق الأوسط من الواضح جداً أنّ أولوية روسيا هي سوريا ووجودها هناك، ولبنان لا يشكّل أولويةً لها، علماً أنّ روسيا حريصة دائماً على أفضل العلاقات مع لبنان.