سلايداتمقالات

في اليوم العالمي للمعلّمين: هجرة الكفاءات

كتب غسان حجار في النهار:

دعت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بمناسبة #اليوم العالمي للمعلمين (5 تشرين الاول) الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى زيادة دعمها للمعلمين، محذرة من معاناة هذه المهنة في الاحتفاظ بقوتها العاملة واستقطاب مواهب جديدة. ويحتاج العالم إلى 69 مليون معلِّم من أجل التمكن من توفير التعليم الأساسي للجميع بحلول عام 2030.

 

 

وقالت المديرة العامة لليونسكو: “إنَّ النقص في التدريب وظروف العمل غير المغرية والتمويل غير الكافي، كلها عوامل تضعف مهنة التعليم وتتسبب في تفاقم أزمة التعلُّم العالمية. ولطالما وضعت اليونسكو المعلمين في صميم الكفاح من أجل إعمال الحق في تعليم جيد وشامل للجميع. وهناك حاجة ملحة لزيادة الاعتراف بهذه المهنة التي يتوقف عليها مستقبل أولادنا”.

 

بعيدا من السياسة والسياسيين بالمفهوم المحلي الضيق، ثمة قضايا حياتية لا تعيرها سياسة #لبنان اهتماما، ومنها ما يتعلق بالتربية والتعليم، اذ رغم عالمية ازمة النقص في المعلمين، وعدم ظهورها بشكل فاضح في لبنان، بل على العكس، اذ دفعت الازمة عاطلين عن العمل الى التوجه نحو القطاع واي مهنة متوافرة، فان انعكاسات الازمة اللبنانية على التربية تبدو جلية، وتداعياتها ستتضح في الاتي من الايام والسنوات لتفقد لبنان احد اهم ميزاته وهي رأسماله البشري المتعلم والمثقف.

 

وكما في لبنان، كذلك في العالم، تتفاقم المشكلات المتعلقة بالإشراف بسبب النقص في تدريب المعلمين، حيث لا يملك المعلمون على الدوام الأدوات اللازمة للنجاح في التعليم. وتشير بيانات اليونسكو إلى أنَّ 26% من معلمي المرحلة الابتدائية و39% من معلمي المرحلة الثانوية لا يملكون الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة في البلدان المنخفضة الدخل، مقارنة بنسبة 14% و16% على التوالي على الصعيد العالمي.

 

وهذا الواقع بات ينطبق على لبنان، اذ باتت اعداد كبيرة من المعلمين، في القطاع الرسمي تحديدا، تفتقد المؤهلات، خصوصا في صفوف المتعاقدين الذين غالبا ما “يقحمهم” السياسيون في التعليم، او خلافه، وفق ما تسمح لهم الظروف الخدماتية، من دون اعارة الكفايات المطلوبة اي اهتمام.

 

وتزداد حدة الأزمة المهنية، عالميا ومحليا، بسبب الأجور غير المغرية، إذ تشير بيانات اليونسكو إلى أنَّ 6 من كل 10 بلدان تدفع أجوراً لمعلمي المرحلة الابتدائية تقل عن أجور المهنيين ذوي المؤهلات المماثلة والعاملين في المجالات الأخرى. وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في البلدان المرتفعة الدخل، ففي 5 من كل 6 بلدان، يتقاضى معلمو المرحلة الابتدائية أجوراً تقل عن أجور نظرائهم في المجالات الأخرى. وتمتلك ثلاثة بلدان من البلدان المرتفعة الدخل سياسة جديرة بالثناء بالنسبة إلى أجور المعلمين، وهي سنغافورة التي يبلغ متوسط الأجر فيها 139% مقارنة بالمهن الأخرى، وإسبانيا (125%) وجمهورية كوريا (124%).

 

ومحليا، دفع هذا النقص في الاجور، مع تدهور العملة اللبنانية الى حد الانهيار، كثيرين من المعلمين من اصحاب الكفاءة الى #الهجرة، او الى هجر القطاع التربوي والبحث عن فرص وظيفية اخرى، اضف الى ذلك ان المدارس باتت تبحث عن الاقل اجراً، ما يضعف المستوى في المديين المتوسط والطويل.

 

ليس المهم التغني بمناهج لم تتمكن حتى الان من مواكبة التطور العالمي، ولا التباهي بالكلام عن مدرسة رسمية يقال انها تتقدم، ودورات تدريب للمعلمين لا تفي بالغرض، بل بات من الضروري اعادة ايلاء المعلم اهميته واعطائه حقوقه لاعادة جذب اصحاب المواهب والكفاءة، لان المعلم هو المؤتمن على اجيال المستقبل ومستقبل البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى