كتبت كلير شكر في نداء الوطن:
إنضمت النائبة سينتيا زرازير إلى قافلة المودعين الثائرين المنتفضين على أحكام المصارف، العرفية، لتدرج على لائحة المقتحمين المطالبين بتسييل ودائعهم، لأسباب ادّعت أنها استشفائية، مع أنّ النواب يتمتعون بتأمين صحيّ كامل، لهم ولكلّ أفراد عائلاتهم.
هكذا، عادت النائبة البيروتية إلى الأضواء، بعد فترة من الصمت المطبق، خلافاً لوضعية رفاقها في مجموعة الـ13 الذين يتبارون في ما بينهم على تحطيم الأرقام القياسية في الطلات الإعلامية. قبلها، وحده المؤتمر الصحافي الذي عقدته زرازير شاكية من تحرّش زملائها… هو العالق في الأذهان.
في الواقع، دخلت سينتيا الندوة البرلمانية على أكتاف مجموعة «لبنان عن جديد» Relebanon التي يرأسها زياد عبس الذي اختارها لتكون ممثلة المجموعة نظراً لعامل الثقة بينهما وللتاريخ الطويل من النضال المشترك في صفوف «التيار الوطنيّ الحرّ»، وهو الذي كان شبه متأكد من فوزها بالمقعد النيابي، ما دفع به إلى خوض معركة شرسة لترشيحها أولاً على لائحة قوى التغيير بالشراكة مع بولا يعقوبيان، وثانياً لإنجاحها خلال الترشح إلى جانبها على اللائحة عن المقعد الأرثوذكسي لتشجيع المؤيدين على التصويت للائحة.
كان الرهان أن تكون سينتيا عنصراً مختلفاً في برلمان ما بعد الثورة، من خلال سلوكها التشريعي، الإنمائي، وحتى الخدماتي، ولهذا تمّ تحصينها من جانب مجموعة ReLebanon بعدد من المساعدين المتخصصين لكي تكون حاضرة وقادرة على مواكبة تحديات الدور النيابي بكثير من المهنية والدقة. إلا أنّ المفارقة، كانت في ركون النائبة المنتخبة حديثاً، إلى «الأكشن» لكي تثير الضجّة من حولها. كخروجها مهرولة من الاجتماع مع رئيس تكتل «لبنان القوي» بحجّة رفضها «الإستخفاف بعقلي وكمّ النفاق خلال الإجتماع»، مع العلم أنّ زملاءها استغربوا ردّ فعلها ونفوا حصول أي واقعة قد تكون تسببت بخروجها المباغت. أو كإدعائها أنّها استشارت قيادة الجيش للدخول إلى البرلمان «مسلّحة» بمسدس حربي بعد تعرّضها للتنمّر، لتعود وتوضح ملابسات هذا الكلام بعدما سارعت قيادة الجيش لنفي تلك الرواية… أو كشكواها من عثورها على مجلات إباحية في مكتبها في مجلس النواب، مع العلم أنّ مساعدي النائبة هم من تولوا استلام المكتب فور انتخابها، وقد نفوا وجود أي من تلك المجلات… أو كعدم مراعاتها قواعد اللباس في اللقاءات الرسمية لا سيما في القصر الجمهوري.
وها هي تتوج هذا المسار، بعد حوالى أربعة أشهر من انتخابها، من خلال اقتحام أحد المصارف، سلمياً، للمطالبة بوديعتها النقدية، كأي مودع مغبون، مع أنّها مشرّعة باستطاعتها أن ترفع الصوت عالياً، أن تعمل مع زملائها للضغط باتجاه تسريع تنفيذ خطّة التعافي وإعادة هيكلة المصارف لكي تتأمن كلّ الودائع، وليس فقط وديعتها.
هذا في الجانب المعلن من الأحداث. أما ما خفي من وقائع، فلا يقلّ أهمية ودلالة على سلوك مريب للنائبة البيروتية التي تبدو بنظر عارفيها، عاجزة عن مواكبة زملائها في المجموعة إن على مستوى المتابعة السياسية أو الخدماتية أو التشريعية أو حتى الإطلالات الإعلامية التي لا تزال نادرة. في جعبة من تابعوها الكثير من الأخبار. كأنها لم تعرف مثلاً أنّ زملاءها «التغييرين» التقوا السفير السابق نواف سلام في اجتماع مطوّل عشية الاستشارات النيابية الملزمة. أو كأن تتهرّب من اللقاءات اليومية مع أبناء دائرتها الانتخابية. أو كأن تسجل غياباً لافتاً عن اللجان النيابية، حتى تلك التي هي عضو فيها. والأهم من ذلك، غيابها منذ مدة عن نشاطات مجموعة ReLabnon بشكل فتح باب التساؤل عن مدى التزامها السياسي بهذه المجموعة التي أمّنت وصولها إلى الندوة البرلمانية… وتختصر مسيرتها النيابية ببعض الوقفات التضامنية مع محتجين، متناسية أنّ دورها الرسمي يفرض عليها أن تحوّل تلك المواقف إلى خطوات عملانية، تشريعية!