نحن، الموقّعين والموقّعات أدناه، ممّن نعمل في حقول الكتابة والفنّ والإعلام، لا يسعنا إلاّ التعبير عن أقصى التضامن مع ثورة المرأة الإيرانيّة والافتخار بها. فهي، بشجاعتها وتوكيدها على الحرّيّة ورفضها الطغيان الدينيّ، تفتح باباً للاحتمالات الكبرى، ليس بالنسبة إلى إيران فحسب، بل أيضاً للمنطقة بأسرها سياسةً وفكراً واجتماعاً.
فللمرّة الأولى يتوفّر هذا النطاق الجماهيريّ العريض لرفض القهرين المديدين لإيران وللمرأة فيها، وهو ما يمكن أن يعزّز الرغبات الشعبيّة في #لبنان وبلدان عربيّة أخرى لمقاومة الطرف نفسه الذي يتحكّم بإلايرانيّين وخصوصاً بالإيرانيّات.
لكنّ التأييد المطلق للحركة الثوريّة والنسويّة الإيرانيّة لا يزيل مخاوفنا المشروعة من أن يبادر النظام إلى إغراقها بالدم على جاري عادته، ومن أن يؤدّي ذلك إلى عسكرةٍ تتراجع معها القضايا الديمقراطيّة والنسويّة لصالح الهويّات الأهليّة، القوميّة والإثنيّة والدينيّة، المتصارعة. وفي هذا تقدّم تجارب “الربيع العربيّ” وإخفاقاتها دروساً قابلة لان يُستفاد منها.
لكنْ، وبغضّ النظر عن كلّ شيء آخر، لا يمكن في هذه اللحظة سوى التعبير عن أقصى الدعم والتأييد والاعتزاز. إنّنا على الأرض التي رسمتها النساء الإيرانيّات الثائرات نقف.