سلايداتعربيات ودوليات

بايدن يحذّر: “بوتين لا يمزح”

على وقع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ نحو 7 أشهر ونصف، يتصاعد قرع طبول الحرب النووية والتحذير من مخاطرها، من قبل مختلف زعماء الدول الكبرى.

في أحدث هذه التصريحات المتمحورة حول نذر حرب نووية عالمية، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن: “فلاديمير بوتين، لا يمزح بشأن احتمال استعمال السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا، وهذه التهديدات تعرض البشرية لخطر نهاية العالم للمرة الأولى”.

يقول الخبير العسكري وأستاذ فض النزاعات حسن المومني، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية “: “تطورات الصراع الأوكراني الأخيرة في مسرح العمليات خاصة، تشير لإن روسيا في مأزق فهي التي تقدم نفسها كقوة عظمى لم تستطع لغاية الآن حسم الحرب مع دولة، قد تصنف أنها من الدرجة الثالثة أو الرابعة وفق معايير القوة ولا سيما العسكرية منها”.

 

مضيفا، “ولهذا فالقيادة الروسية الآن تعتمد مفهوم التصعيد من أجل التهدئة، بمعنى أنه لا بد من رفع وتيرة الصراع للوصول لمخرج من الأزمة، فموسكو استنزفت تقريبا خيار ترسانة الأسلحة التقليدية في توظيفها واستخدامها في حربها الأوكرانية، وهذا يعني أن ورقة التصعيد المتبقية بيد الروس، هي عبر التلويح بالأسلحة النووية ولا سيما التكتيكية منها ذات التأثير المحدود، لكنها ستحدث فرقا جوهريا في حال استخدامها في ترجيح الكفة الروسية ميدانيا”.

 

ويتابع الخبير العسكري، “بوتين كان واضحا تماما في تأكيده خلال خطاباته الأخيرة، أن روسيا لن تتردد في استخدام السلاح النووي حال تعرض وجود بلاده ووحدة أراضيها للخطر، مؤكدا أنه جاد تماما في هذا التهديد بالنووي، وهو تهديد حقيقي ولدى الروس مقومات تنفيذه والقدرة على ترجمته، وفق كافة الحسابات العسكرية”.

 

يقول المومني: “إذا ما استخدمت روسيا الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، فإن هذا سيشكل عبئا ثقيلا على أميركا التي تقدم نفسها كقوة تقود العالم، وسيضعها أمام خيارات صعبة وحرجة للغاية”.

 

ويردف، “لا شك أن استخدام السلاح النووي في هذا النزاع سيشكل زلزالا في مشهد العلاقات الدولية وتوازناتها، وسيمثل نقطة تحول عسكرية فاصلة في مسار الحرب الأوكرانية، وهو ما قد يشجع قوى نووية أخرى حول العالم على المضي قدما في توظيف سلاحها النووي في سعيها لبسط نفوذها وحماية مصالحها”.

ويتابع المومني، “آخذين بالاعتبار المأزق العسكري الروسي في الميدان الأوكراني على وقع السلاح الغربي المتدفق لكييف، فإن استخدام موسكو للسلاح النووي التكتيكي ربما بات حتميا، إلا في حال حدوث اختراقات وصفقات دبلوماسية في اللحظة الأخيرة، وهكذا فبوتين عبر ورقة النووي يسعى للضغط على كييف لكبحها، وللدفع نحو تقسيم جبهة الغرب ما بين ضفتي الأطلسي، عبر إثارة مخاوف أوروبا الأمنية وهلعها من وقوع الحرب النووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى