سلايداتلبنانيات

التعطيل في مستويات جديدة والتشتت يضرب الجبهات

أزمة انتخاب رئيس للجمهورية تتعمق أكثر فأكثر، لتغدو معها جلسات الانتخاب خلفيةً لصورة تعكس واقعاً مضحكاً مبكياً لحال البلد التائه بين أزمات المنطقة وتعقيداتها. فمع كل جلسة يتأكد أكثر أن التسوية بعيدة المنال مع تكرار سيناريو تطيير النصاب، إذ لم تختلف الجلسة السادسة المخصصة لانتخاب رئيس أمس عن سابقاتها لا في الشكل ولا في المضمون، ما خلا النقاش حول كيفية احتساب النصاب، وقد بقي فريق 8 آذار على خيار الورقة البيضاء من دون تسمية مرشحه بشكل رسمي، ومعه انتقلت عدوى الاستخفاف بهذا الاستحقاق إلى جهات أخرى ابتدعت أسماء ورموزا اقترعت لها بعيداً عن أي جدية تحترم خيارات الناخبين من جهة والدستور من جهة ثانية. وقد صار واضحا أن البعض من الكتل والنواب بانتظار إيحاءات خارجية، بينما كتل المعارضة (اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي وحزب الكتائب وحركة تجدد) أعلنوا مرشحهم وحددوا خيارهم منذ الجلسة الأولى.

في هذا السياق توقفت مصادر سياسية حيال ما يحصل خصوصًا بعد تسريب مواقف للنائب جبران باسيل يرفع فيها سقف مواقفه التعطيلية، واعتبرت المصادر ان النهج المتبع من قبل فريق 8 آذار أنه “من مخلفات النظام السوري، وهذا الفريق ما زال يعمل على طريقة “أنت لا تفكر نحن منفكر عنك”، وعلى هذا الأساس لا يمكن لهذا الفريق أن يتعاطى بجدية مع الاستحقاق حتى ولو استمر التعطيل أكثر من سنتين، فهو غير مستعجل وكل شيء على ما يرام بالنسبة إليه”.

أما في ما خص مجموعة الـ 19 فهي أيضاً غير مستعجلة، وقسم منها يحاول الوقوف على خاطر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والقسم الآخر يماشي الرئيس نجيب ميقاتي، في حين نواب التغيير ليس لديهم ما يخسرونه، فهم بحسب المصادر نفسها، “ليس لديهم مشروع سياسي حقيقي، ولهذا السبب يستمرون على تشتتهم ولن يكون لهم موقف موحد ولن يتحولوا إلى قوة فاعلة”.

وفي سياق المواقف، اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش أن “الفولكلور الانتخابي مستمر طالما هناك فريق يتحصن وراء اجتهاد دستوري مفاده أن الدورة الثانية تتطلب اكثرية الثلثين”، ورأى في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن “جواب الرئيس نبيه بري في الجلسة لم يكن مقنعا بالنسبة لنا حتى أنه لم يجب على سؤالنا”، مؤكدا الاستمرار بدعم النائب ميشال معوض إلى أن “يعي النواب المترددون خطورة موقفهم. ولاحل لهذه المشكلة الا باعتماد الطريقة المتبعة في الفاتيكان بعدم الخروج من قاعة الاجتماع إلا بعد انتخاب البابا”، مشددًا على “المضي بدعم معوض بانتظار أن يسمي الفريق الآخر مرشحه. فإما ان نذهب الى المنافسة وكل فريق ينتخب مرشحه أو أن نتفاهم على مرشح آخر، ونحن على استعداد للسير بأي مقاربة أخرى”، معتبراً أن “الفريق الآخر لم يسمّ مرشحه بعد إفساحًا في المجال للتفاهم مع النائب جبران باسيل على مرشح بديل عنه. لكن المشكلة لدى هذا الفريق أن كل واحد فيهم يرى أنه الأصلح لخوض الانتخابات، وهذا ما يسمى بصراع أهل البيت”.

من جهته توقع عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أن تستمر الامور على ما هي عليه طالما لا يوجد تطورات جديدة تساعد في إنجاز هذا الاستحقاق أكانت عبر الاتصالات أو غيرها.

موسى شدد عبر “الانباء” الالكترونية على أنه “في حال بقيت الأمور على حالها واستمر تتالي الجلسات كما نشهد اليوم فلا بد من تحريك الموضوع، ولا بد من حركة تواصل، ويبقى الخيار ان يتكلم الافرقاء مع بعضهم للوصول إلى قواسم مشتركة”.

وعن دعوة الرئيس بري الى الحوار مرة جديدة، رأى موسى أن هذا الأمر يتوقف على إلى أي مدى تقدم الاتصالات. وقال: “هناك شعور لدى الجميع بضرورة انتخاب رئيس في أقرب وقت، ولكن هل ستكون هذه الحركة فعالة، لا احد يمكنه ان يضع توقيت لهذه المسالة، لكن المهم عدم إطالة أمد الشغور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى