توجه الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر بمناسبة عيد الإستقلال بكلمة جاء فيها:
“إذا أردت أن تبني وطناً عليك أن تبني أولاً شعباً مستحقاً إستقلاله!
إنطلاقاً من هذه القول، أتوجه اليكم، إدارات ومعلمين وأهل وتلامذة، لأعايدكم بعيد إستقلال لبنان التاسع والسبعين وهي الذكرى التي اتفق فيها اللبنانيون على بناء وطن مستقلّ لهم. وبفضل تضامنهم ووحدة صفهم ونضالهم وتضحياتهم كان لهم ما أرادوا!
الإستقلال ليس درساً من التاريخ، إنما أمثولة في الحاضر والمستقبل! إنه واقعٌ نعيشه كلّ يوم ونجسده في كلّ حين ونؤكد عليه دائماً “بالقول والعمل” كما جاء في نشيد الأستقلال!
الإستقلال نهج خطّه الآباء ليسير عليه البنون!
الإستقلال إنتماء يتجذر في الكيان!
الإستقلال عمق يتّسع لكلّ الأبناء!
الإستقلال قلب ينبض بالحياة!
الأستقلال تحرّر من كلّ ولاء خارجي على حساب الوطن ! إنه الولاء “للوطن النهائيّ لكلّ أبنائه” كما جاء في مقدمة الدستور!
الأستقلال فعل إيمان متجدّد بالوطن “السيد الحرّ المستقل” وبمؤسساته الدستورية وبجيشه الباسل!
إستقلال الوطن حقٌّ وواجبٌ للدفاع عن أرضه وشعبه ومؤسساته!
الإستقلال نظام حكم مبني على الشفافية والنزاهة والعنفوان!”
أضاف: “عندما نستحضر كلّ هذه الأفكار، أول ما يرد الى ذهننا : أين نحن من كلّ هذه القناعات والمبادئ والأخلاق؟
إذا إعترفنا كمواطنين بأنّا قد صلبنا الوطن على خشبة أنانياتنا ومصالحنا وانقساماتنا وولاءاتنا، أقلّ الإيمان أن نستدرك الفعل قبل فوات الأوان!
فواقع الحال المرير والمبكي، نقيض الإستقلال، يملي على ضمائرنا، كمربين ومسؤولين، واليوم قبل الغد، أن نضع نصب أعيننا تنشئة مواطن حرّ، سيّد ومستقلّ، ولاؤه الأول والأخير للبنان، مستعد للزود عنه مهما غلت الأثمان، مواطن مبادر ويمتاز بالأنفتاح، نزيه وشفّاف، محاسب وناقد، مبدع وخلّاق!”
وختم:”علّنا بذلك نحضّر لقيامة لبنان، لبنان السيادة والإستقلال، رسالة الحوار والأنفتاح، “لبنان الوطن المتواصل في الزمان بإبداع عباقرته فكراً وفنّاً وعلوماً وأدباً، ما يجعله ساطعاً على أرضه وفي محيطه وفي العالم”.
على هذا الأمل، أكرر المعايدة بذكرى الإستقلال!”