سلايداتلبنانيات

لا تقارب في وجهات النظر بين كليمنصو وميرنا الشالوحي

انطلاقاً من تحسّس رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل أنّ قطار التسوية غادر محطة الانتظار على السكّتين الداخلية والخارجية، “بدأ يخشى فعلياً أن يفوته القطار” بحسب تعبير أوساط مواكبة لحركته المكوكية في مختلف الاتجاهات ل”نداء الوطن”، معتبرةً أنه يبحث عن “خرق ما في جدار العزلة التي أحاط نفسه بها بعد اهتزاز علاقته بحليفه الوحيد “حزب الله” لكي يضمن مقعداً متقدماً له في التسوية المرتقبة”.

 

ومن هذا المنطلق، سعى باسيل إلى إحداث تقارب في وجهات النظر الرئاسية مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لكنه سرعان ما لمس مؤشرات بالغة الدلالة من جانب كليمنصو، سواءً عبر الحرص على إيفاد النائب وائل أبو فاعور إلى معراب أو من خلال استقبال النائب ميشال معوّض عشية اللقاء الذي جمعه بجنبلاط في منزل بيار الضاهر، الأمر الذي دفع “ميرنا الشالوحي” إلى تعميم أجواء إعلامية مساءً تقلل من أهمية لقائه زعيم المختارة وتضعه في خانة “الكثيرين الذين يلتقيهم باسيل ضمن إطار الحراك الذي يقوم به بالاستناد إلى ورقة الأولويات الرئاسية” التي يطرحها “التيار الوطني”.

 

وبحسب “اللواء” مع تنامي المخاوف من الآثار المدمرة للسلوك الشاذ لفريق التيار الوطني الحر، الرافض لعقد اي جلسة جديدة لمجلس الوزراء، والغموض الذي يكتنف موقف حزب الله، الذي «ينصح» بعدم اثارة مشكلات جديدة، جاء اللقاء بين النائب السابق وليد جنبلاء والنائب جبران باسيل، في محاولة جنبلاطية، لاحتواء التصعيد، والذهاب باتجاه المساعدة على التجاوب مع دعوة الرئيس نبيه بري للحوار بين الكتل من اجل التفاهم على مرشح او اكثر لرئاسة الجمهورية. لكن مصادر في التيار الوطني الحر، اعتبرت ان اللقاء أتى في اطاره الواقعي، وفي سياق سعي باسيل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

بالمقابل، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء جنبلاط وباسيل أعاد إلى الأذهان لقاءات جنبلاط مع الرئيس السابق ميشال عون التي حملت عنوان التهدئة وإزالة التشنج. وأشارت إلى أنه لا يمكن التعويل عليه في إطار تبدل توجهات الفريقين، لكنه كان لازماً من أجل تخفيف حدة التوتر بعد موقف باسيل من الحكومة والضغوط التي مارسها من أجل منع التمديد لضباط المجلس العسكري ومن بينهم رئيس هيئة الأركان في الجيش اللواء أمين العرم المحسوب على جنبلاط.

 

وقالت إن رئيس التيار الوطني الحر شرح موقفه، كما دار الحديث عن الملف الرئاسي، وأولوية جنبلاط وباسيل في هذا الإطار وانعكاسات الشغور على عمل المؤسسات الدستورية.

 

واستبعدت مصادر سياسية ان يحقق اللقاء اي اختراق جدي،يكسر حدة القطيعة القائمة بين الطرفين جراء تراكم الخلافات الناجمة عن الممارسات السيئة للعهد ووريثه السياسي، ومرورا،بتداعيات حادث قبرشمون المؤسفة ومسلسل الاساءات والخصومات التي تسبب بها باسيل مع كافة الاطراف السياسيين.

 

وقالت المصادر ان اللقاء يأتي في اطار محاولات باسيل لكسر طوق العزلة المفروض عليه بالداخل بعد تردي علاقاته مع حليفه حزب الله ،وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بفشل ذريع ،وفقدان امتيازات الرئاسة ومكاسبها على كل الصعد،في حين ان جنبلاط الذي يتبنى منطق الحوار بين كل الاطراف السياسيين، لا يجد حرجا بعقد مثل هذا اللقاء، لا سيما اذا كان هدفه تبريد الاجواء بين كل الاطراف، وخصوصا اذا كانوا خصوما، أو من الصف الواحد، للتوصل الى تفاهمات للمشاكل اومخارج مقبولة من الجميع.

 

واعتبرت المصادر ان جنبلاط الذي يسعى لجس نبض باسيل، بالنسبة للمرشح الرئاسي الذي يحبذه ، لن يذهب بعيدا الى حد التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر على مرشح واحد يتم الاتفاق عليه، لاعتبارات عديدة، بعضها مرتبط بعلاقته المميزة مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأصدقائه في الكتل والشراذم النيابية الاخرى والاهم صعوبة الوثوق باي وعد أو التزام من قبل باسيل الذي انقلب على كل التفاهمات رأسا على عقب طوال مسيرته السياسية.

 

واشارت المصادر إلى ان جنبلاط سعى من هذا اللقاء إلى بذل مجهود الساعات الاخيرة مع رئيس التيار الوطني الحر لحث وزير الدفاع لتغيير موقفه والموافقة على التمديد لرئيس اركان الجيش اللبناني العميد امين العرم برغم صعوبة حصول ذلك، ولن يذهب بعيدا، بكل ما يمس علاقاته الجيدة مع بري او استفزاز حلفائه وحتى حزب الله، في حين ان باسيل حقق مبتغاه بكسر طوق العزلة المفروض عليه، واظهر لحليفه انه بامكانه الانفتاح وتأسيس نواة تحالف سياسي مع خصومه، ولو استغرق الامر بعض الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى