سلايداتمقالات

عام 2023.. وبعد

كتبت: كفا عبد الصمد

يرحل عام 2022، ويأخذ معه كل شيء الا الجراح التي خلفها، زرعها داخل قلوبنا، وتركها تحفر في الاعماق ندوبا لا تزول.. يمضي بصمت بعد كل الضجيج والفوضى الذي خلفها، يترك ما تيسر من الدموع، يغلق الباب خلفه ويرحل غير مباليا بآثار ما فعله…

لا شك ان العالم شهد خلال هذا العام الكثير من الاحداث الموجعة والمؤلمة والقليل القليل من الاحداث المفرحة. توغل فايروس كورونا ودخولنا في حالة حرب مع امراض وفيروسات، وما فرضته مشاكل التغير المناخي والبيئي من تهديد مباشر للحياة البشرية والوجود، كل هذا ترك انطباعا غريبا لدى الكثيرين، بان الحياة لا تستحق كل هذا العناء، والموت اقرب الينا من قرب الدمع الى العين، لهذا علينا ان نعيد التفكير في كل ما نملك وما لا نملك، لان حتى حياتنا هي ملك لخالقها ولا يد لنا فيها.. لكن هذه الجدلية من العلاقة الوجودية للإنسان لا تلقى لها آذانا صاغية لدى الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان.. هؤلاء المرتزقة من اهل السياسة الذين ساسوا شعبهم بالظلم، هتكوا الاعراض الإجتماعية، وتبجحوا بالمعتقدات الدينية، ولم يأهبوا لاي شي سوى مصالحهم الضيقة والخاصة.. هذه الفئة التي ابتلينا بها او بلينا انفسنا بها بعد تنامي ثقافة حب الزعيم وتقديس سره والموت من اجل بقاءه، لم تلحظ ان الحياة فانية ولا تستحق كل هذا الاجرام، وان التاريخ اذا ما ذكرهم يوما سيذكرهم طغاة فاسدين ولن يقبل بهم حتى في مزابله..

عام يمضي وآخر يشق طريقه للنور، ونحن كما نحن، نحاول اصلاح ما افسده الدهر، لكن المشكلة لم تعد في الطبقة الحاكمة فحسب بل امتدت جذورها الى العقول المريضة التي استساغت تريية اطفالها على مبدأ التبعية والتصفيق والموت فداء… لشخص….

ايها العام 2022، لا تخاف على وجودك، سيذكرك تاريخ لبنان الحديث بانك اسوء الاعوام التي مرت على هذه البقعة الحغرافية التي اسمها وطن، يحكمها ساسة فاسدين ويجول بين ارجائها اتباع مستسلمين. ولا تخاف على وجودك في ذاكرتنا، فقد نجحت في حفر ندوبا عاصية عن الزوال، وآلامها كلما مر الوقت كلما زادت قساوة والما..

لا نملك سوى الامل نمسك بذيله في لحظة هروبه من حياتنا، كي نتمكن من الاستمرار والصمود.. لذا لا نطلب الكثير من العام 2023، فقط الكثير من الرأفة، والكثير من القوة كي نتمكن من الصمود، والقليل من الضغوط، فقد ارهق كاهلنا وما عادت قوانا تحمل كل هذه الاعباء..

ايها العام 2023، لا نطلب منك المستحيل، فقط حافظ لنا على ما تبقى من كرامة لم تنتهك على ابواب المستشفيات ومحطات الوقود وافران الخبز… حافظ على شيء من تلك الانا التي ذابت في دفاعنا عن مصالح فخامتك ومصالح ابناءك وزوجاتك واحبابك وكل ما يمت لك بصلة.. حافظ لنا على شيء من كبرياءنا، نحن طائر الفنيق، لقد نتفتوا ريشنا وكسرتوا اضلاعنا لتمنعوا تحليقنا.. ايها العام 2023 امنحنا حق التمتع بالحياة، لاننا نريد ونستحق..

نوصيك بالرأفة والمعذرة وان تنظر الينا بعين المحبة علك تنجح في قطع كل الرؤوس الفاسدة، وكلن يعني كلن لنعود ونبني معك الحلم الذي نريد..

نوصيك بالكثير الكثير بل اكثر من الكثير من الحب والراحة و”فضاوة البال” لان هذا جل ما نحتاج اليه.. كل عام وانتم الى لبنان الذي تتمنون اقرب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى