
كتبت: كفا عبد الصمد
لكل بداية نهاية مهما طالت الازمان، واشتدت العواصف، وارخت الهموم بظلالها، لا بد ان تصل الى خواتيم ما في لحظة منا وتنطلق منها بداية جديدة..
وكما ينهي الموت حياة وتبدأ الولادة بحياة جديدة، ينطبق الامر على كل ما يمر بنا ويعترينا من تسونامي سياسي الى انهيار اقتصادي وتشتت امني.. كل ما يعصف بنا سينتهي يوما ما، لا بد وان ينتهي، وحتى لو ترك آثاره السيئة والمدمرة في النفوس، لا بد وان يلعب الامل دورا في اعادة الامور الى نصابها لنكمل دورتنا في هذه الحياة…
مع بداية العام الجديد، وحتى نكون اكثر صدقا ووضوحا مع انفسنا، نتمناها فعلا بداية للنهاية، نهاية كل شي ساهم في خطف الفرحة من عيون المواطن اللبناني، وسرق منه الامل في غد افضل، وسجنه داخل قفص من الولاء الاعمى والمتخلف، حتى بات يضحي بسعادته ووجوده وحقوقه فداء لشخص.. سار العالم نحو النجومية، استعار من لبنان جمال شعبه ورقيه ومعرفته وقدرته على التفنن بحب الحياة ورسم الفرحة، وانطلق نحو آفاق لا تعرف حدودا، فنظمت قطر مونديال تاريخي ونجحت المملكة في اجتذاب نجوم العالم العربي في تريو الرياض وابهرت ابوظبي العالم باطلاق العاب نارية فاقت الخيال، ولبنان ما زال يبحث في حصة الماروني وحقوق السنة واقلية الدروز، ما زال يختبىء خلف تفاهات مضى عليها الزمن، ويهدد بالحرب الاهلية، يعود الى ازمان ولت، يرجع سنوات ضوئية الى عصور التخلف بينما العالم يسير نحو النجومية والتطور بسرعة تفوق سرعة الضوء..
لا بد ان تأتي بداية النهاية حتى ننفض عنا غبار الزمن وترسبات الحرب التي قادوها وتقاسموا خيراتها بعد ان ضحوا بنا قرابين على مذابح مصالحهم..
يجب ان تأتي بداية نهايتهم حتى نبدأ من جديد برسم ملامح لبنان الذي يليق بنا، نحن طلاب الحق والخير والجمال، نحن الذين نؤمن بالمحاسبة، وننظر الى السياسة كمهنة فيها ثواب وعقاب وليست زعامات مفروضة علينا، نحن من يؤمن بلبنان منارة لا ينطفأ نورها ولؤلؤة ستعود لتلمع من جديد، فالحياة لا يستقيم جمالها من دون بلد الارز واغنية فيروز وروعة الثلج…
ستأتي بدايتنا لتعلن نهايتهم، انه يمهل ولا يهمل وما في شدة بتدوم.. جرعة امل على اعتاب السنة الجديدة لا بد منها كي نستمر في صراعنا مع هذه الحياة، اجعلوها بداية للامل والحب والامان ونهاية للحزن والدم والشقاء..