سلايداتمقالات

حادثة كفرقاهل إنعكاس لحقد وفوضى

كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن:

أسوأ مشهدٍ ظهر في مطلع هذا العام، كان مشهد عناصر قوى الأمن الذين تعرضوا للإهانة الشخصية من بلطجية في بلدة كفرقاهل في الكورة، ولم يكتف هؤلاء بالإهانة الشخصية بل أهانوا الدولة وبكركي وشريحةً كبيرةً من اللبنانيين من دون أن يرف لهم جفن، لا بل العكس هم تباهوا بفعلتهم وصوّروها ونشروها عبر وسائل التواصل لتكون عبرةً لمن اعتبر.

 

ونجم تصرف هؤلاء في البداية عن فائض قوةٍ جعلهم أولاً يعتدون على الأملاك العامة وأملاك الغير، وجعلهم أيضاً يتطاولون على كل من أرادوا، وقد أفصح أحد منهم عن أن فائض القوة الذي يتمتع به هو جراء ما سماه «السرايا». وهل في لبنان غير «سرايا المقاومة»؟ رغم أنّ بياناً صدر عنها تنفي علاقتها بهؤلاء ولكن رئيس بلدية كفرقاهل العميد المتقاعد نزار عبد القادر عاد وأكد صلة هؤلاء بـ»السرايا». والسؤال هنا: إن لم يكن هؤلاء من عداد تلك «السرايا» فعن أي «سرايا» تحدثوا؟

 

كان يفترض بعناصر دورية قوى الأمن أن ينتفضوا على الأقل لكرامتهم الشخصية التي أهينت وعممت الإهانة في لبنان والمهاجر، فهؤلاء مسلحون بقوة القانون وبالسلاح الشرعي، كان لا يفترض أن يسمحوا حتى  بالاعتداء اللفظي عليهم ولو مهما كلفهم الأمر، ويجب تحريض هذه العناصر على رفع دعاوى قضائية شخصية ضد الذين أهانوهم ومطالبتهم إلى جانب عقوبة السجن بعطل وضرر مالي يعيد لهم بعض المعنويات وبعض الكرامة.

 

قد يقول البعض ولماذا تدخّل عناصر قوى الأمن في مواجهة مع هؤلاء الرعاع وما من دولةٍ أو مؤسسةٍ تحميهم وهم يعانون من وضع مالي واقتصادي ومعيشي صعب؟ قد يكون بالفعل هذا هو السبب. وعليه فإنّ معالجة هذا الوضع تستلزم إذاً قيام دولةٍ فعليةٍ وقويةٍ تتمتع بمؤسسات أمنية تفرض هيبتها وسلطتها على جميع اللبنانيين ولا تخشى سرايا أو حزباً او تياراً، ويجب أن يبدأ تطبيق هذا التوجه فوراً مع تعزيز وضع القوى الأمنية المعيشي والتأكيد على حمايتهم كأفراد ومؤسسات وألا يكونوا بأي شكل من الأشكال شهود زور في مناطق وجلادين في مناطق أخرى.

 

حادثة كفرقاهل أظهرت أيضاً حجم الحقد الذي يكنّه لبنانيون لرمز سيادي واستقلالي لبناني وهو البطريركية المارونية وقد عزز هذا الحقد قوى مسيحية وإسلامية في محور الممانعة ونقلته إلى مؤيديها وأنصارها ولا تنفك تعززه رغم محاولات إنكار ذلك وهي محاولات شكلية لم تصل يوماً إلى جوهر اعتبار بكركي صرحاً وطنياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى