كشف وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في حديث مع «نداء الوطن» أنّ «لا كيمياء سياسية مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اما على الصعيد الشخصي فالكيمياء موجودة». ويشرح سبب هذا التباعد، فيضعه ضمن «إطار رفض المنظومة لوزير يعمل بفعالية، ويتجرّأ على قول لا، ويرفض مثلاً قانون الكابيتال كونترول لأنه غير مُقتنع بأنه سيحمي أموال المودعين». وكيف يقيّم أداء ميقاتي؟ سلام لا يخفي «بعض الإيجابيات للأخير في المنحى الوطني لا سيما أنه أنجز بعض القوانين في حكومته». في المقابل، يأخذ على ميقاتي كرئيس سلطة تنفيذية «انه كان يجب أن يكون أكثر حزماً وصرامةً ويتخذ قرارات من شأنها تسريع عجلة الإصلاح ووضع الأمور على السكة الصحيحة، لأنه يجب كسر القاعدة التي تقول إن هكذا قرارات تحتاج إلى قرار سياسي كبير». ويُشدّد على أنّ «هذه المرحلة تتطلب قيادات ليست مكبلة بمصالحها الخاصة، وتكون حرة تتمكن من التحرك من دون أي قيود. لكن ذلك صعب في ظل قيادات ترتهن لمصالح خاصة»، لذلك يجد «ميقاتي في مكان صعب اليوم». ويستذكر في ظلّ ما نعيشه اليوم من أزمات وصعوبات كبيرة، «ضرورة وجود رؤساء حكومات وقامات وطنية كبيرة كالرؤساء صائب سلام وفؤاد شهاب ورفيق الحريري».
نسأله: هل يرى نفسه رئيساً للحكومة فيجيب بالتأكيد «لأنه غير مُحمّل بأثقال من الماضي تُكبله» على حد تعبيره، ويقول: «يجب علينا كسر حاجز الخوف، فنحن بحاجة إلى من يقول نعم، أنا أستطيع خدمة بلدي والعمل على ازدهاره من جديد».
لا سقف للدولار
ويستشرف سلام المرحلة المقبلة بنظرة تشاؤمية في ما يتعلّق بسعر صرف الدولار، حيث يراه متخطيّاً عتبة الـ 100 ألف وحتى الـ 300 ألف ليرة، وهو يؤكّد بأنّه لن يكون هناك سقف للدولار إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، فهذا ما استشفّه من «الإجتماع الذي عقده مع ميقاتي وحاكم مصرف لبنان». لكن على الرغم من كل هذا السواد الإقتصادي والمعيشي، إلاّ أنّه يبقى لدى وزير الإقتصاد أمل كبير، فهو يعتبر أنّ «المرض والعلاج موجودان في لبنان، ونحن لدينا القدرة اليوم على اتخاذ القرار الجريء، فيحق لرئيس الحكومة أن يطلب من حاكم مصرف لبنان الحضور والعمل على وضع خطة لضبط الدولار وقطع «قصة السوق السوداء». فالعملية ليست صعبة، فنحن بأمسّ الحاجة إلى قرار يقضي بحل قضية المصارف، فلا يمكننا الإصلاح من دون حل معضلة المصارف وقانون إعادة هيكلتها».
وكان وزير الإقتصاد استهل حديثه إلى صحيفة «نداء الوطن»، عن الموضوع الداهم ألا هو دولرة أسعار السوبرماركات وآخر تطوراته، حيث يلفت إلى أنّه «منذ تسلمه المهام الوزارية كان على علم بأنّ أحد أصعب الملفّات الذي ينتظره هو تحدّي سعر صرف الدولار، وهنا يشير سلام إلى «قضية لا ينتبه المواطن اليها ولا حتى الإتحادات العمالية والنقابية وهي أنّ العملة اللبنانيّة أصبحت في الفترة الأخيرة تُستعمل كقناع للدولار، وذلك باعتراف كافّة المعنيين في لبنان والتجار».