لم تكن زيارة السفير البخاري لمقرّ الرئاسة الثانية لشرب القهوة فقط، بل لهدف محدّد. فقبل أن ينطلق الدبلوماسي السعودي في اتصالاته غداة التطوّر الصيني، أشارت المعلومات في نهاية الأسبوع إلى أنّ لقاء مرتقباً قيد التحضير بين الرئيس برّي والسفير البخاري. وقد توسّعت هذه المعلومات لتشير إلى تطوّرات مرتقبة في العلاقات بين رئيس البرلمان والرياض في فترة مقبلة لن يطول حدوثها.
وصار متوقّعاً في أيّ لحظة أن يُعلَن عن زيارة رسمية يقوم بها الرئيس برّي للرياض ليُجري محادثات رفيعة المستوى تتناول آفاق التعاون بين بيروت والرياض بحسب “أساس”. وهذه الزيارة ستكون غير مسبوقة منذ زمن طويل بعد التدهور الذي شهدته العلاقات الثنائية في العهد السابق وتداعيات توتّرات حرب اليمن. ووفقاً للمعلومات ستكون زيارة الرئيس برّي لعاصمة المملكة زيارة سياسية بامتياز. بمعنى أنّها لن تكون تحت عنوان زيارة دينية، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، من دون تجاهل واجب أداء العمرة.
لم تفُت الرئيس برّي الإشارة إلى هذه التطوّرات غداة استقباله سفير المملكة عندما صرّح قائلاً: “التواصل كان قائماً وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء لقاءات عدّة”.
بدا الرئيس برّي الشهر الماضي وكأنّه ينافس العرّافين عندما تحدّث عن العلاقات بين السعودية وإيران. ففي الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال بافتتاح المبنى الجديد للسفارة الإيرانية في بيروت، قال: “نتطلّع بأمل كبير بأن يكون هذا اليوم الذي ندشّن فيه مبنى جديداً للسفارة الإيرانية في بيروت بارقة أمل ليست ببعيدة، فنحتفل بعودة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع محيطها العربي والإسلامي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية في سياقها الطبيعي…”.
لم يطُل الوقت حتى بدا أنّ “نبوءة” برّي قد أخذت طريقها إلى الوجود ولو من الصين. وهنا سأل نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي رئيس البرلمان مباشرة: “هل كنت تعلم بأنّ هناك اتفاقاً بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية”، فأجابه فوراً: “كلا، ولكن حسب تحليلاتي وقراءتي للأمور ارتأيت أنّه لا بدّ من اجتماع بين الطرفين… وهذا هو الحلّ الوحيد لأكبر مشكلة بالنسبة للمسلمين.. باستثناء المشكلة الكبرى التي هي الاحتلال الإسرائيلي لقسم من جنوب لبنان، والاحتلال الصهيوني لفلسطين”.