أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة خلال عشاء هيئة قضاء الشوف، إلى أنّ “الشوف أرض الشراكة التاريخية وعمود الجبل، وأرض التعاون الذي أنتجت حياة مشتركة، وكتبت دستور أول إمارة الذي لولاها لم يكن هناك اليوم جمهورية”.
ولفت إلى أنّه “بقلب مفتوح وبمحبة كبيرة أقول لكل أهل الشوف، دروز موحّدين ومسيحيين ومسلمين، أنّه معًا سنبقى أقوى من كل مشروع يريد تقسيمنا”، موضحًا “أننا كلبنانيين قد أخطأنا في حق بعضنا، نتعلّم من أخطائنا ونتطلع لمستقبل شعبنا وبلادنا، ويد بيد نعمّر الشوف ونثبّت أهلها بأرضهم ويعيشون مع بعضهم بإحترام وكرامة وتعود الشوف منارة عزّ وإزدهار”.
وشدد باسيل على أنّ “عدوّنا اسمه الغريزة الطائفية والفقر والهجرة وتوطين شعب وتغيير هوية لبنان بتهجير شعبه واستبداله بشعب ثان وإسرائيل الطامعة بأرضنا وثرواتنا”.
وأشار إلى أنّ “دفاعنا المشترك هو دفاع عن لبنان الكيان، عن وحدة الأرض والشعب، عن الميثاق الوطني والحياة المشتركة عن حريّتنا وسيادتنا على ارضنا، وقرارنا الحر النابع من شراكة حقيقية وحق كل لبنانية ولبناني بالحياة الكريمة”.
وأكّد “أننا في التيار الوطني الحر كنّا أول المعارضين للطائف لأننا اعتبرناه مفروض على اللبنانيين. ومن لحظة عودتنا للحياة السياسية سنة 2005 اعترفنا بالطائف كدستور وعملنا على تطبيقه السليم خاصة بعهد ميشال عون ونحن نطمح لتطويره”…
ولفت إلى أنّ “لا مشروع للتيار الوطني الحر منطلقه من خارج وثيقة الوفاق الوطني التي نعتبرها المنطلق والأساس ولكنها بحاجة أن نقوم بمراجعتها وتصويب الشوائب”.
واعتبر أنّ “الأولوية اليوم هي لإعادة تكوين السلطة إنطلاقًا من انتخاب رئيس جمهورية، ولكن لا يمكننا أن نتجاهل ضرورة تطوير النظام كأحد أهم أولويات العهد المقبل”، مؤكدًا الاستعداد للبحث في “كل ما يبدّد هواجس أي جانب لبناني ويعزّز الحياة المشتركة ويمنع أي هيمنة من أي نوع ومن أي جهة على أي جهة”.
وقال: “رئاسة الجمهورية هي بداية الزامية للحل ولكنّها ليست الحل لوحدها. وبرنامج العهد أهم من اسم الرئيس، ولكن اسم الرئيس يؤشّر إذا كان تفكيرًا جديًا بالحلّ، وبنظام متطوّر وبخروج من المنظومة السابقة وبمستقبل واعد ومختلف”.
وأضاف: “اسم الرئيس وشخصيته لا يجب أنّ ينفصلوا عن المشروع الذي يحمله وما ستحوله الحكومة بالإنسجام مع الرئيس لبرنامج حكم وبتعاون من المجلس النيابي”.
ولفت إلى أنّه “على قدر ارتياحنا أنّ هذه المقاربة تبنّتها المجموعة الخماسية التي اجتمعت بالدوحة، على قدر ما نطالب انّها تتحول لخيار لبناني ولا نقوم بتضييع أي دقيقة ونتمكن قبل أيلول أن نتفق على برنامج وإسم”، معلنًا “أننا لن نقبل أن يفرض علينا احد رئيس رغمًا عن خيارنا وقناعتنا ووجداننا، من دون مقابل وطني كبير هو بحجم خياراتنا وقناعاتنا وجداننا وطموحاتنا”.
وسأل باسيل: “لما ننتظر أيلول ليعود الفرنسي ويجرّبنا، وبعد ذلك يقوم بعمل تقرير بشأننا للدول الخمسة ليقرروا ما عليهم فعله؟” لماذا لا نقرّر ونتفق وحدنا ونبرهن سيادتنا على قرارانا؟ نضع البرنامج والأسماء ونذهب إلى التوافق واذا تعذّر فنذهب إلى التنافس الديمقراطي ونبرهن أنّ السيادة لها معنى بالممارسة”.
وأوضح أنّ “هناك من فهم كلمتي من المتن أنّها تشدّد وغيرهم اعتبروا أنها تنازل ومقايضة و”تكويعة”. نحن لم نقايض على رئاسة الجمهورية وصلاحيّاتها وموقعها، نحن نأخد ثمن الاسم على 6 سنوات”.
وأشار أيضًا إلى أنّه “بعد تجربة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بالرئاسة، اقول لكم بضمير مرتاح أنا اتحمّل مسؤولية التنازل عن الإسم مقابل أخذ مكسبين للمسيحيين ولكل اللبنانيين. اللامركزية والصندوق الائتماني يستحقون التضحية شرط أنه يكون هناك قانون مقرّ قابل للتنفيذ الفوري عند اقراره. اكيد تستحق التضحية، وعلى مسؤوليّتي، لكن السؤال إذا هم مستعدّين ان يدفعوا هكذا ثمن”.