تشارك فرقة أدائية من جمهورية لبنان في النسخة الثالثة من مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية”، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية بمنطقة عسير خلال الفترة من 20 إلى 27 يناير الجاري. وتقدم الفرقة فن الدبكة في ثمانية مواقع تراثية بالمنطقة، وهي على التوالي: بسطة القابل، وقلعة شمسان، وقرية بن عضوان السياحية، وقصر مالك التاريخي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقلاع أبو نقطة المتحمي، وقرية بن حمسان.
ويُعد فن الدبكة من أهم الفنون الأدائية المنتشرة في بلاد الشام عمومًا، ولبنان على وجه الخصوص، وبدأ في التطور منذ خمسينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1957 عندما أقيم مهرجان بعلبك للدبكة التقليدية في البقاع، ومنذ ذلك الحين بدأ في الانتشار محليًا وإقليميًا ودوليًا عبر الفرق اللبنانية الأدائية، ويصنّف فنًا حضاريًا يرتبط بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه منذ القدم عن الأجداد والآباء؛ ليصبح محل اعتزاز وفخر كثقافة تصدر إلى الخارج.
ويقام فن الدبكة في الأعراس، والحفلات، والأعياد، وغيرها سواءً كان ذلك في المدينة أو في الريف؛ إلا أن فحواها الرئيسي المحافظة على التراث، كما يتميز بكثرة حركاته وخطواته التي تختلف طبقًا للموسيقى المؤداة، في الوقت الذي يصطف المؤدون للدبكة إما على شكل صف، أو على شكل قوس، أو دائرة، ويتكون الفريق من الرجال والنساء، ويقود الأداء أول المؤدين وهو من يحدد بشكلٍ عام منحى الأداء، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارا ته.
وللدبكة أنواع منها “الدلعونا”، و”الهوارة”، و”الغزيل”، و”البداوية”، و”السويلي”، و”الحدود”، وتعتبر دبكة “الدلعونا والهوارة” في محافظتي جبل لبنان، والبقاع، وبعض قرى الجنوب الأكثر شيوعًا بين أنواع الدبكة الأخرى؛ نظرًا لحماستها وجمال تأديتها، وتقام في الأعراس، وفي الساحات وعلى المسارح في المدينة على ألحان الآلات الموسيقية المحلية مثل الطبلة، والمجوز، والناي، والمنجيرة، والدف.
وتأتي المشاركة اللبنانية ضمن مشاركة 45 فرقة محلية ودولية، تُؤدي 40 لونًا جبليًا سعوديًا وعالميًا، في المهرجان الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في خطوةٍ تعكس مساعيها الرامية إلى إبراز الفنون الأدائية السعودية، وتسليط الضوء عليها، إضافةً إلى تعريف المجتمع المحلي والسيّاح بالفنون الأدائية الجبلية الدولية.
وتهدف الهيئة من خلال تنظيم مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية” في نسخته الثالثة إلى تقديم الموروث السعودي بفنونه المختلفة، وتسويقه عالميًا، وجذب الاهتمام العالمي بالفعاليات المحلية، من خلال مشاركة الفرق العالمية فيه، وإبراز جهود المملكة في الاهتمام بالإرث الثقافي وثقافة الشعوب. كما يعكس حرص الهيئة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي باعتباره أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030.