
بعض المعنيين كان يفكر فقط بالفائدة الآنية، سياسياً. وكثيرون طمعوا بالاستفادة المادية التي يتلقّونها مقابل إيواء النازحين، في بلد أشبه بمغارة علي بابا، حيث أموال المساعدات تدخل وتختفي.
اليوم، استفاق زعماء الطوائف والمذاهب والأحزاب والتيارات على الخطر الذي يتهدد البلد بكيانه، وينسف أركان التوازنات فيه.
بالتأكيد، لا أحد يريد عودة النازحين السوريين إلى بلادهم حرصاً على حقوقهم الوطنية. تماماً كما أن أحداً لا يريد عودة النازحين الفلسطينيين إلى بلادهم من أجل قضيتهم الوطنية.
في لبنان، أبناء الطوائف والمذاهب يهتمّون فقط بمصالحهم الخاصة. فإذا كان وجود النازحين الفلسطينيين والسوريين يخدم هذه المصالح، فإنهم يقبلون ببقاء هؤلاء في لبنان إلى أجل غير مسمّى، والعكس صحيح. كما أن الفوائد الأخرى التي كان يحصل عليها أهل السلطة، أي المساعدات الدولية، يبدو أنها ما عادت «حرزانة».
وفي مسألة المليار يورو، لا مشكلة لدى أهل السلطة في القول إنهم تقاضوا «رشوة» مقابل السكوت عن حضانة النازحين، وإنما تكمن مشكلتهم في المبلغ المدفوع وطريقة توزيعه. فهذا الطاقم يَجد أن المليار مقسّطة على أربع سنوات، هي مبلغ صغير، خصوصاً أن الهيئات الدولية هي التي تتولى توزيع قسم كبير منه، ولا يمكن لأهل السلطة أن يستفيدوا إلا بالقليل. وبالتأكيد، لو كانت الهبة بحجم 10 مليارات يورو مثلاً، وتصل كلها إلى أيدي المسؤولين مباشرة، لما سُمع بين هؤلاء من يعترض أو «ينقّ».