الجميع في الإقليم والعالم بات يتصرف على اساس انه لم يعد في الإمكان فعل شيء لتفادي رد “محور المقاومة” على الكيان الاسرائيلي، مع إقرار ضمني بمشروعيته، بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في طهران.
بهذا المعنى، فإن احدا لم يعد يناقش في مبدأ الضربة المضادة التي لم يعد هناك مفر منها واصبحت مسألة وقت ليس إلا، ولكن الأسئلة تتمحور حول متى وكيف واين وبأي سلاح؟ الى جانب السؤال الأكبر، وهو: ماذا بعد رد المحور؟ وسط مخاوف لدى البعض من أن يؤدي تفلت إيقاع الرد والرد المضاد الى تدحرج نحو الحرب الشاملة في المنطقة.
وانطلاقا من حقيقة ان لا إمكانية لاعادة عقارب الساعة الى ما قبل يومي اغتيال رمزي “الحزب” و”حماس”، تركز مسعى “الدبلوماسية المرقطة” على محاولة ركلجة “دوز” الضربات واقناع إيران والحزب بتلطيفها حتى لا تترك مضاعفات جانبية على الإقليم، ولكي يسهل على نتنياهو هضمها، وهو معيار لا يبدو أن طهران والمقاومة في وارد الأخذ به، وإن كانتا حريصتين على أن يبقى ردهما مندرجا تحت سقف تفادي الانزلاق الى الحرب الكبرى. َوالى حين ان يعطي الميدان إجاباته، فإن العدو الاسرائيلي وجد نفسه في مواجهة حرب نفسية قاسية أثّرت على مجرى الحياة اليومية في الكيان وحتى على سلوك قادته الذين باتوا ملزمين بمراعاة إجراءات استثنائية تحسبا لضربات “غامضة”، من جهات وجبهات عدة.
وقد نجح محور المقاومة ضمن هذا الإطار في التلاعب باعصاب الاسرائيليين، بعدما اخذ وقته الكامل في “هندسة” الضربات المفترضة وأشكالها المحتملة، تاركا الكيان قيادة ومستوطنين في حالة من الانتظار المنهِك، الى درجة ان هؤلاء باتوا يفضلون على الارجح ان يحصل الرد في أسرع وقت ممكن حتى يتخلصوا من الضغط النفسي الناتج من ترقب المجهول
وعندما سئل قيادي في حزب الله، في مجلس خاص، عن موعد الضربة التي حيرت حكومة الاحتلال، أجاب ناصحا: “ما تستعجلوا.. ربما يتم الرد قبل ذكرى اسبوع الشهيد فؤاد شكر وربما بعدها، وربما قبل ذكرى الأربعين وربما بعدها.. اتركوا غرفة العمليات تشتغل شغلها”.