سلايداتمقالات

«حزب الله» لا يحرق المراحل

كتب عماد مرمل في الجمهورية:

غالب الظن، أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيذهب حتى الحَدّ الأقصى في استنفاد ورقة القصف الجوي على الجنوب البقاع والضاحية الجنوبية، قبل أن يفكّر في خيارات أخرى، هي أصعب بالنسبة إليه وأشدّ كلفة عليه.

لعلّ الوظيفة الأساسية لعدوان «أسهم الشمال»، وفق تقديرات نتنياهو، هي تحسين شروطه التفاوضية وإلزام «حزب الله» بالموافقة على اتفاق سياسي يسمح بفصل الجنوب عن غزة ويُعيد المستوطنين إلى مستعمرات الشمال بأمان.

لكن ما يبحث عنه نتنياهو ليس في متناول طائراته، ذلك أنّ الحزب الذي تحدّاه بأنّه لن يستطيع إعادة المستوطنين عبر القوة، كان قد استعدّ لسيناريو الضربات الجوية، بالتالي هو مهيأ للتكيّف معها واحتواء مفاعيلها، من دون أن تتأثّر قدرته على قصف الكيان بالصواريخ، كما تُثبِت الوقائع الميدانية.

وفي انتظار أن يعود نتنياهو إلى الواقع وينزل عن شجرة المكابرة، يبدو أنّ لبنان سيكون أمام أيام قتالية مفتوحة على احتمالَين، فإمّا أن تؤدّي إلى تفعيل الديبلوماسية لإنجاز اتفاق يبدأ من غزة وينسحب على الجبهة اللبنانية في ظل التوأمة الموجودة بينهما، وإمّا أن تتطوّر المعركة الحالية إلى حرب شاملة أو محاولة اجتياح بري عندما ييأس نتنياهو من إمكان أن ينفع الضغط الحالي في إخضاع الحزب.

يعرف «حزب الله» من جهته أنّ القيادة الإسرائيلية تحاول استدراجه، عبر عاصفة الغارات الواسعة النطاق، إلى الاستعجال في كشف أوراقه ولعبها تحت وطأة الانفعال الميداني، الأمر الذي من شأنه أن يؤدّي إلى استهلاك عناصر قوّته باكراً وتقليص وزنها الردعي.
لذا، يحرص الحزب، تبعاً للعارفين، على إظهار مقدار كبير من رباطة الجأش، وهو يتفادى إحراق المراحل، بل يتدرّج في عبورها آخذاً في الحسبان أنّ الحرب قد تطول وتتطوّر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى