لماذا من المهمّ انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة؟ لسبب واحد على الأقلّ. يتمثّل هذا السبب في أنّ انتخاب رئيس سيعني أنّ تغييراً ما حصل في لبنان من جهة، وأنّ هناك مؤشّراً إلى بداية النهاية لهيمنة الحزب، وبالتالي لهيمنة “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران على البلد، من جهة أخرى. أكثر من ذلك، سيعني ذلك أنّ إيران بدأت تدفع ثمن فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل، أي ثمن الكارثة التي تسبّبت بها للبنان وللّبنانيين ولأهل الجنوب والبقاع والضاحية، خصوصاً من أبناء الطائفة الشيعية. سيعني ذلك أيضاً أنّ الحروب التي فتحتها إيران على هامش حرب غزّة بدأت ترتدّ عليها
من الضروري، أكثر من أيّ وقت،لماذا من المهمّ انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة؟ لسبب واحد على الأقلّ. يتمثّل هذا السبب في أنّ انتخاب رئيس سيعني أنّ تغييراً ما حصل في لبنان من جهة، وأنّ هناك مؤشّراً إلى بداية النهاية لهيمنة الحزب، وبالتالي لهيمنة “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران على البلد، من جهة أخرى. أكثر من ذلك، سيعني ذلك أنّ إيران بدأت تدفع ثمن فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل، أي ثمن الكارثة التي تسبّبت بها للبنان وللّبنانيين ولأهل الجنوب والبقاع والضاحية، خصوصاً من أبناء الطائفة الشيعية. سيعني ذلك أيضاً أنّ الحروب التي فتحتها إيران على هامش حرب غزّة بدأت ترتدّ عليها التفكير في مرحلة ما بعد الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران على الأرض اللبنانيّة. في النهاية، تفرّغت إسرائيل للبنان. ليس انتخاب رئيس للجمهورية سوى نقطة انطلاق لمحاولة إعادة تشكيل السلطة السياسية بديلاً من رفع الشعارات التي لا تزال بقايا الحزب تطلقها بتوجيه إيراني. من بين هذه الشعارات أن لا تفاوض قبل وقف النار، و”نحن قوم لا نتخلّى عن أسرانا”. يفترض في “الجمهوريّة الإسلاميّة” إدراك أنّ الحزب الذي أقامته في لبنان لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه، وأن لا أفق سياسياً لحرب لبنان بغضّ النظر عمّا إذا كان في استطاعة ضبّاط “الحرس الثوري” إدارة تلك الحرب بطريقة أفضل من تلك التي كان يديرها كبار الضبّاط والمسؤولين الأمنيّين في الحزب الذين قضت إسرائيل على معظمهم.
مرّة أخرى، في ما يخصّ الحروب والمعارك السياسيّة، أن يعرف المرء كيف يخسر أهمّ بكثير من أن يعرف كيف يربح. المعروض اليوم من المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، في شأن كيفية تنفيذ القرار الرقم 1701، وإن كان بشكل مذلّ، أفضل بكثير من ذلك الذي سيعرضه في زيارته المقبلة… هذا إذا كانت مثل هذه الزيارة واردة. ليست أمام لبنان خيارات كثيرة. يتوجّب على ما بقي من الطبقة السياسيّة فيه امتلاك شجاعة التفكير في مرحلة ما بعد خلوّ البلد من سلاح الحزب الإيراني. لا يزال انتخاب رئيس للجمهورية يليق بلبنان ويعرف شيئاً عمّا يدور في المنطقة والعالم، البداية الصالحة للخروج من مأزق كبير يهدّد بالقضاء على البلد. اسم هذا المأزق ملفّ النازحين الذي بات قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أيّ لحظة.
إقرأ أيضاً: فلسطين أم خيبر؟! لبنان أم كربلاء؟!
يبدو الخيار الإيراني واضحاً. إنّه بين التمسّك بورقة لبنان والشعارات الفارغة التي يطلقها الحزب، مع ما سيعنيه ذلك من قضاء على البلد، بما في ذلك الشيعة فيه، من جهة… وبين تسهيل انتخاب رئيس للجمهوريّة كنقطة بداية، لا أكثر، لمرحلة جديدة محورها سؤال في غاية البساطة: هل في الإمكان إعادة تشكيل الطبقة السياسيّة، بل إعادة تشكيل لبنان؟