بقلم/مصطفى شهاب
ما يحدث من عدوان على الساحة اللبنانية جريمة تتجاوز كل أعراف الحروب بين الأمم، وأخلاقياتها, وهي ذات الجرائم واللاأخلاقيات التي انتهجتها وتنتهجها آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الغرب الإمبريالي على الثرى الفلسطيني في قطاع غزة الأبي الصامد. نعم فللحروب أخلاقياتها؛ وهذا ما علَّمَنا إياه نبينا الكريم. فمحمد عليه الصلاة والسلام وضع قبل كل المواثيق والأعراف الدولية أسس وأخلاقيات الحروب التي هيهات هيهات تفهمها الصهيونية العالمية، ومن ورائها الإمبريالية في الغرب المجرم. فكان من وصاياه لجنوده: «لا تقطعوا شجرة.. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا فى القتل.. ولا تهدموا معبدا، ولا تخربوا بناء عامرا.. حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل».. كما أوصى أيضا بالإحسان إلى الأسير وإكرامه وإطعامه. فهل أخذت دولة الكيان بأي من هذه الأخلاقيات والقيم، وهيهات هيهات، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.
ولكن برأيكم؛ لم كل هذا الفجور والطغيان في هذا العدوان الهمجي الصهيوإمبريالي؟؟ إنه لتركيع الأمة. كل الأمة، وممارسة أقسى أشكال الإرهاب عليها كي تستسلم لقدر فرضه الاستعمار عليها منذ أكثر من قرن ونصف القرن. إنه لوأد المقاومة فكرةً وروحاً، وكل من يمثلها في هذه الأمة. إنه لقتل كل أمل ورجاء لدى الفلسطيني في تحرير أرضه، ونيل استقلاله وحريته. إنه لفرض (إسرائيل) -وأقصد هنا الكيان الصهيوني- كسيد مطاع في هذه المنطقة، كيف لا وقد استسلمت لها العديد من دولنا العربية، وتساوقت معها، بل واتفقت بعضها معها على قتل قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وتنتظر أن تحتفل مع تل أبيب بنصر نتنياهو الذي يستعد لضم الضفة الغربية، وربما اعتقال حتى محمود عباس وأركان حكومته كـ (عناصر إرهابية) بعد تولي حليفه ترامب قيادة العالم من البيت الأسود.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه، مع حدوث كل ذلك إن تم: هل حقا ستنجح (إسرائيل) في قتل روح المقاومة وفكر المقاومة من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب؛ حتى لو نجحت في قتل كل كوادر حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، وكل من قال لها لا؟ هل حقا يوجد أخرق في هذا العالم يظن أن المقاومة ستنتهي، وستنعم إسرائيل بالهدوء والاستقرار والأمن والأمان؟ من يوحي لهؤلاء الحمقى في تل أبيب أن ذلك ممكن؟
أبدع الفلسطينيون والعرب في كفاحهم كل أشكال المقاومة. حاربنا بالرصاصة والبندقية، وبالمسيرات والصواريخ، وبالحجارة والسكاكين، ولم ننس السيارة وهي تدوس أجساد الغاصبين، وحتى بالعمل على ضمان تفوقنا العددي على الغاصبين. ومن المؤكد، أن عقولنا قادرة على إبداع وابتكار الجديد. فمتى سيفهم أغبياء تل أبيب وكل من يقف وراءهم أو إلى جانبهم -لا فرق- أن الشعب الفلسطيني ومن ورائه الأحرار من أمته وحول العالم، لا ولن يقهر، وسيكون له ما أراد من حرية، وأنكم راحلون لا محالة. فالأرض العربية تعرف أهلها، وتبادلهم وفاء بوفاء، وليس للذباب الطارئ إلا النش.