![](https://lebanonajel.com/wp-content/uploads/2024/12/لبنان-لبنان.jpeg)
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
لقد باتت الأحداث من حولنا أسرع من قدرتنا على الاستيعاب. كل شيء يتغير. أسماء تختفي. خيانات تتبدل. أحزاب وتيارات تتطاير. هل هو يوم القيامة أم بوابة الخلاص من المعاناة التي نعيشها منذ سنوات طويلة؟
شرق أوسط جديد يجري رسمه. لكن السؤال يبقى أي شرق سيكون؟ هل هو شرق الحرية أم شرق الفوضى؟
الأمر يتوقف على الشعوب في لبنان وسوريا والعراق، أن تتمسّك بحقوقها ومبادئها، وبالمواطنة في دولها. هي الدولة الوطنية التي وحدها قادرة على مساعدتنا نحن شعوب المنطقة في العبور إلى فجر جديد تكون فيه أحلامنا مشروعة ونضالاتنا ناجحة وتضحياتنا لا تضيع هباء.
كل شيء يتغير ويتبدل في سرعة تفوق قدرتنا على الإدراك. إلا شيء واحد باقٍ على ما هو عليه لا بل يتراجع. هي المنظومة السياسية في لبنان التي ما زالت تتحدث عن تأجيل الانتخابات الرئاسية تارة، وعن ضرائب جديدة تثقل كاهل المواطنين تارة أخرى. منظومة ما زالت تقرأ في الكتاب القديم ولم تدرك بعد أنّ المناهج قد تغيّرت، وأنّ الشعوب قد تغيّرت، وأنّ العالم بأسره يسير نحو التغيير.
مرحلة مصيرية نُقبل عليها، وليس في اليد حيلة. تصريحات المسؤولين فيها من عالم آخر. عالم لا يفقه شيئاً، ولا يملك الرغبة ولا القدرة على فعل أي شيء.
إنه التغيير الذي يجب ألّا نغيب عنه، وحضورنا فيه مرتبط بالإسراع في إعادة تشكيل السلطة والانتظام جميعاً تحت سقف مؤسسات الدولة، حيث يسود القانون والدستور. إنها الدولة فقط هي التي تجعلنا تحت شمس هذا التغيير.