سلايدات

مطالب تركيا محرجة لسوريا الجديدة.. لهذا السبب

كتبت لورا يمين في المركزية:

 أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من أنقرة، الأربعاء، رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي “تهديد” يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الخارجية السوري قوله خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان “نرفض أن تكون سوريا منطلقا لأي تهديد للجوار التركي”. وأردف “نعمل على حل قضايا المنطقة الشرقية بالحوار والتفاوض ونتوقع نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل”، بحسب الوكالة. لكن الشيباني أشار إلى أن “الشعب السوري لن يقبل بالانقسام وليس من المنطق قبول أية مؤسسات خارج الإدارة المركزية، فهذا المسار ضروري لاستعادة سيادة سوريا”.

من جانبه، أعرب نظيره التركي عن رغبة أنقرة في مساعدة الحكومة السورية الجديدة ضد تنظيم داعش. وقال فيدان بعد اجتماعه مع الشيباني “لقد أوضحنا أننا مستعدون لتقديم الدعم العملياتي في القتال ضد تنظيم داعش”. اضاف “كما قلنا دائما، نحن مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة الجديدة لإدارة المخيمات والسجون” حيث يحتجز آلاف المتشددين وعائلاتهم ويديرها المقاتلون الأكراد في سوريا.

تدرك أنقرة اذا ان اهم اسباب الدعم الاميركي للاكراد ولقوات “قسد” هو انها لعبت دورا كبيرا في محاربة تنظيم داعش في السنوات الماضية، ولهذا السبب، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تحاول تركيا اليوم، من اجل تحريض الادارة السورية الجديدة – من دون اغضاب الاميركيين-  على “قسد”، طرحَ نفسها بديلا من قوات سوريا الديمقراطية، في الحرب على الارهاب.

لكن بحسب المصادر، الادارة السورية الجديدة، التي تعرف جيدا حجم الدور الذي كان لأنقرة في عمليات إسقاط نظام بشار الاسد، حيث مدت هيئة تحرير الشام بكل ما يلزم لتنجح في خلع النظام البعثي، تعرف ايضا انها لا يمكنها ان تدخل اليوم، وهي في اولى ايام حكمها في سوريا، في مواجهة يمكن ان توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة، أعظم قوة في العالم، لان الادارة الوليدة والسوريين سيدفعون ثمن هذا الخلاف.

“قَلبيا”، قد يكون ارضاء انقرة والتخلص من “قسد”، منى السلطات السورية الجديدة، الا ان هذا القرار خطير ومغامرة فعليا، سوريا في غنى عنها اليوم. انطلاقا من هنا، ما تطلبه أنقرة مُحرج لدمشق وسيتعذّر عليها التجاوب معه الا بعد تنسيق الموقف بشكل تام، مع الادارة الاميركية برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تختم المصادر.

للتذكير، فإن مواجهات تدور في شمال سوريا بين فصائل مسلحة تدعمها تركيا من جهة والقوات الكردية السورية، ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي، من جهة ثانية، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وتصنفها “إرهابية”. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا وشرقها. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا عام 2011 بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها. وقادت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من الولايات المتحدة، القتال ضد تنظيم داعش في آخر معاقله السورية قبل هزيمته في عام 2019.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى