سلايدات

خفايا قرارات ترامب..هذه خطته لإنهاء الصراع الاوكراني – الروسي!

كتبت يولا هاشم في المركزية:

بعد تولي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 20 الشهر الماضي، اصدر سلسلة قرارات سريعة ومفاجئة لكل العالم، ألا وهي ايقاف الصراع في اوكرانيا والسيطرة على غرينلاند وموقفه من حلف شمال الاطلسي “الناتو” واسترداد قناة بنما والضغط لتصبح كندا الولاية الـ51.

عن خلفيات وابعاد هذه القرارات يؤكد المحلل السياسي الدكتور خالد العزي لـ”المركزية” ، ” انها تحمل في طياتها خفايا وخبايا صراع تكنولوجي قادم تخطط له الولايات المتحدة الاميركية للسيطرة على الكثير من كنوز الأرض، وهذا يأتي ضمن الصراع القادم على القطب الشمالي والذي كان يحاول ترامب القول بأن غرينلاند ستكون المحطة الاولى لخوض الصراع القادم مع روسيا والصين. لكن ما تفاجأ فيه العالم ان ترامب يصرّ على ايقاف الصراع في أوكرانيا. لماذا هذا الإصرار؟ لأن ترامب يعلم جيدا أن المناطق الشرقية خزان كبير وغني بموارد ومعادن لم يتم اكتشاف استخداماتها إلا مجددا بواسطة الصناعات الحديثة، رغم ان العالم الكيميائي الروسي ديمتري مندلييف كان قد أشار إليها في جدوله عام 1869. من هنا بدأ الصراع الفعلي الذي خاضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيطرة على اوكرانيا من أجل الوصول الى هذه الكنوز المدفونة في الأرض، وكانت حجته الفعلية الدفاع عن شعب الدونباس المضطهد، لكن الهدف الحقيقي الصراع الاقتصادي التكنولوجي على ثروات الارض في شرقي اوكرانيا. وقد استطاعت الهيئة الجيولوجية الاميركية إجراء مسح كلي للمنطقة وتبين انها غنية بـ17 نوعاً من المعادن التي تقدر بـ15 تريليون دولار أميركي وتستخدم في صناعة المغناطيس الكهربائي الذي يحوّل الطاقة الى حركة التيارات الكهربائية والهواتف المحمولة والصواريخ الفضائية وغيرها من الاجهزة الالكترونية الحديثة، ومنها معادن كاليورانيوم، والليثيوم، والتيتانيوم التي تستخدم في الطاقة النووية”.

ويشير العزي الى ان “ترامب كشف المستور وفضح مآرب بوتين الذي كان يقول بأن الصراع على اوكرانيا ضد نظام ديكتاتوري وضد الغرب وضد انضمام اوكرانيا الى “الناتو”، وخاض حرباً أدت إلى سقوط مليون إصابة بين قتيل وجريح ومعاق ووضع كل مقدرات روسيا في مواجهة هذه الحرب للحصول على هذا المخزون الداخلي الذي يحاول السيطرة عليه للمنافسة القادمة على الاسواق، والتي كان يحاول بوتين حرمان اوروبا وأميركا منها وإعطاءها للصين.

ويضيف: “بوتين لا تنقصه أراضٍ كما أن حجته للدفاع عن شعب مظلوم في الدونباس وشرق اوكرانيا يتكلم اللغة الروسية غير مقنعة، لأن روسيا نسيت هذا الشعب على مدى 34 عاماً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وتذكّرته في 22 شباط 2022، وان عليها استعادة هذا الجزء قبل ان تضع الشركات الاوروبية والاميركية يدها عليه. من هنا كانت الحرب المسعورة للوصول الى العناصر المخزونة تحت هذا التراب لاستخدامها في الاقتصاد البديل والتكنولوجيا”.

ويشدد العزي على ان “ترامب في اول يوم من عهده وجّه رسالة الى اوكرانيا طالباً منها تزويده بمخزوناتها الطبيعية لسدّ الحاجات التي تتكفل بها الولايات المتحدة لتمويل اوكرانيا والتي وصلت الى حوالي 300 مليار دولار أثناء الحرب. إلا أن هذه نقطة في بحر ما تريد اميركا السيطرة عليه. فهي تسعى لاستكشاف العناصر المخزونة في باطن الارض الاوكرانية واستثمارها في الصناعات الحديثة والمتطورة.

من هنا كان رد الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي انه وضع هذا التحوّل الاميركي في خطة السلام المقبلة. وقال: “نحن مستعدون لإبرام صفقة معكم إذا أردتم الحصول على كنوزنا التي تخدم الاقتصاد الجديد، لكن نريد منكم في المقابل حماية هذه العناصر كي لا تقع في يد روسيا التي تسعى للسيطرة عليها من دون اي مقابل.

وأعرب زيلينسكي عن موافقته على إنهاء الصراع شرط حماية اوكرانيا من الاستغلال الروسي عسكرياً واقتصادياً بالاضافة الى تزويدها بسلاح فاعل يردع روسيا من الهجوم مستقبلاً على أوكرانيا وإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات تحت مسمى العودة الى حدود الـ1991.

وهذا يناقض وجهات النظر التي تقول بأن ترامب سينهي الحرب لمصلحة روسيا التي أعلنت شروط على اوكرانيا بأنها ستبقى في المناطق الخمس وبأن على كييف ايضا ان تنسحب من النقاط التي لا تزال تقاتل فيها في الدونباس وخاركوف وخيرسون وزباروجيا”.

ويعتبر العزي ان “هذه العناصر التي تقدر بالمليارات قادرة فعليا على قلب الطاولة على مصراعيها لأن إذا كان ترامب يريد من الاوروبيين أن يساندوه في حربه مع الصين عليه أولاً ان يوقع مع بوتين اتفاقاً بالانسحاب الى حدود الـ1991 وثانياً إدخال اوكرانيا في “الناتو” لحمايتها من روسيا. وهذا يعني ان ترامب خاضع للمزاج الاوروبي الذي لن يسمح بأي اتفاق بين روسيا واوكرانيا على حساب الأخيرة وتهديد الامن القومي الاوروبي ورفع مستوى دعم “الناتو” لكييف. وهذا ما قاله الامين العام للناتو: “نخسر المليارات في مساعدة اوكرانيا لأن في حال سقوطها يخسر ترامب كل إمكانيات المواجهة وتكون روسيا قد أكلت كل اوروبا”.

ويرى العزي ان “ترامب يتنافس للوصول إلى هذه المعادن الثمينة غير الموجودة في أميركا قبل ان تقع بيد الصين لأن المنافسة الاقتصادية والحرب التكنولوجية القادمة حامية بين البلدين ولهذا كان يقول لبوتين بأن عليه ان ينهي الحرب سريعا وإلا سيندم وسيتورط بحروب مختلفة. وبالتالي الى جانب اوكرانيا، تشكل “غرينلاند” نقطة للسيطرة والذهاب للصراع مع روسيا والصين على مدخرات القطب الشمالي، وبنما الممر الوحيد والذي أشار ترامب الى ان بنما يجب ان تمر الحركات التجارية فيها دون أي قيود او شروط لأن الاميركيين  بنوها وبالتالي السيطرة على التجارة وعلى ممرات المراكز التجارية في العالم، ودفع الناتو الى رفع مستوى مساعدة اوكرانيا، والسماح للاوكران في الدفاع عن أنفسهم باستخدام صواريخ بعيدة المدى، وهذا ما تتخوف منه روسيا، لجلبها الى الطاولة لتوقيع اتفاق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى